وسوف أصل إلى خدمته، وآكافي إنعام أبيه، وأجازي كلا منكم على فعله.
[المراسلات في شأن الملك الصالح]
وكثر خوف شمس الدين علي ابن الداية من سيف الدين غازي، وأن يعبر الفرات إلى حلب فيملكها، فأرسل سعد الدين كمشتكين إلى دمشق، ليحضر الملك الصالح، فلما قارب دمشق سير إليه شمس الدين بن المقدم عسكراً، فنهبوه، وعاد منهزماً إلى حلب، فأخلف عليه شمس الدين علي ابن الداية، عوضاً عما أخذ منه.
ثم إن الأمراء بدمشق، اتفقوا على إرسال الملك الصالح إلى ابن الداية بحلب لأنها أم البلاد، فأنفذوا إليه يطلبون إرسال سعد الدين ليأخذ الملك الصالح، فوصل إليهم سعد الدين كمشتكين، واتفقوا على أن يكون شمس الدين علي أتابكاً للملك الصالح. وحلف شمس الدين وجمال الدين شاذبخت للأمراء على أقطاعهم، ونفذت النسخة مع سابق الدين عثمان إلى دمشق.
وسار الملك الصالح وأمه مع سعد الدين كمشتكين والأمراء الذين أقطاعهم بحلب، ولما وصلوا ما بين حماه وحلب وصل من جمال الدين شاذبخت من خوف الأمراء من بني الداية، فقبضوا سابق الدين عثمان، بقنسرين، وكتموا الحال، ووصلوا إلى باب حلب، فخرج بدر الدين حسن، فقبضوه، ودخلوا من باب الميدان وقد عمل به الخوان، فلم يلتفتوا إليه، وبادروا بالملك الصالح، وصعدوا به إلى القلعة.
وكان بشمس الدين علي نقرس، فحمل في محفة، وحضر بين يدي الملك الصالح، فزندوا يديه، وقيدوا أخويه، وجعلوا الجميع في المطمورة، بالمركز.