للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ببارين، واللكمة، والحصن الشرقي، وأن يتزوج أتابك أمه زمرد خاتون بنت جاولي، ويتزوج محمود ابنة أتابك، وتسلم أتابك حمص، ويسلم الدمشقيون المواضع المذكورة.

وسارت زمرد خاتون من دارها إلى عسكر زنكي مع أصحابه المندوبين لإيصالها إليه في أواخر شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وقد اجتمع عنده رسول الخليفة المقتفي، وألبسه التشريف الواصل إليه، ورسول السلطان، ورسول مصر، والروم، ودمشق.

ورحل أتابك عن حمص، وسار إلى حلب، ثم خرج منها إلى بزاعا وفتحها بالسيف، يوم الثلاثاء تاسع عشر محرم من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وقتل كل من كان بها على قبر شرف الدولة مسلم بن قريش، وكان ضرب عليها بسلم في عينه فمات.

[زلازل عام ٥٣٣ هجرية]

وعاد منها إلى حلب، وسار إلى الأثارب، ففتحها، في ثالث صفر. وفي يوم الخميس ثالث عشر صفر، حدثت زلزلة شديدة ثم اتبعتها أخرى، وتواصلت الزلازل، فهرب الناس من حلب إلى ظاهر البلد وخرجت الأحجار من الحيطان إلى الطريق، وسمع الناس دوياً عظيماً، وانقلبت الأثارب فهلك فيها ستمائة من المسلمين، وسلم الوالي ومعه نفر يسير. وهلك أكثر البلاد من شيح، وتل عمار، وتل خالد، وزردنا، وشوهدت الأرض تموج، والأحجار عليها تضطرب كالحنطة في الغربال.

وانهدم في حلب دور كثيرة، وتشعث السور، واضطربت جدران القلعة، وسار أتابك مشرقاً فنزل القلعة فأخذها، وسار منها إلى القلعة، ثم إلى الموصل. وتواترت الزلازل إلى شوال، وقيل: إن عدتها كانت ثمانين زلزلة.

<<  <   >  >>