وتوفي الملك الأشرف بدمشق، لأربع خلون من المحرم، من سنة خمس وثلاثين وستمائة. وأوصى بها لأخيه الملك الصالح إسماعيل، وجدد الأيمان مع الجماعة، الذين كانوا وافقوا أخاه الملك الأشرف.
[الملك الكامل في دمشق ووفاته فيها]
فخرج الملك الكامل من مصر، وقصد دمشق، وسير من حلب نجدة إلى دمشق وكذلك سير الملك المجاهد ولده المنصور إليها، ونزل الملك الكامل على دمشق، وحصرها مدة فرجع الملك المظفر صاحب حماة عن موافقة الجماعة وداخل الملك الكامل، وأطلعه على جميع الأحوال، ووقع بينه وبين صاحب حمص اختلاف. وطلب من صاحب حمص سلمية، لتجري الموافقه على ما كان عليه.
فسيرت من حلب، ومعي الأمير علاء الدين طبيغا الظاهري، ليوفق بين صاحب حمص وصاحب حماة، فأبى كل واحد منهما، أن يجيب صاحبه إلى ما يريد. وكان مطلوب صاحب حماة أن يعطيه صاحب حمص سلمية والقلعة التي جددها الملك المجاهد المعروفة بشميميش. فقال الملك المجاهد: هذه ثمينة لي، وقد حلف لي على كل ما بيدي،، وأبى أن يجيبه إلى ذلك.
فعدنا إلى حماة، وذكرنا لصاحبها مقالة الملك المجاهد، وأن في ما يحاوله نقضاً للعهد، فقال: هو قد نقض عهدي، وأنفذ ليفسد جماعة من عسكري، وعدد له ذنوباً لا أصل لها، وقال: لا بد من قصده، وإذا نزل الملك الكامل على حمص، نزلت معه عليها وفعلت ما يصل إليه جهدي. ولكن حلب، أبذل نفسي ومالي دون الوصول إلى قرية منها، ولا أرجع عن اليمين التي حلفت بها للستر العالي، والملك الناصر.