للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العساكر وتجمع، ووقع التوثق منه، وله، بالأيمان والعهود.

وسيرت رسولاً إلى الملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل لتحليفه فسرت، ووصلت إلى دمشق، وحلفته في جمادى الآخرة من السنة، وطلبت منه نجدة من عسكره، زيادة على من كان منهم بحلب، فسير نجدة أخرى، وأطلق الأسرى الداوية، الذين كانوا بحلب استكفاء لشرهم.

وحين سمع الخوارزمية تجمع العساكر بحلب، عادوا من أقطاعاتهم وتجمعوا بحران، وعزموا على العبور إلى جهة حلب، ومعاجلتهم قبل أن يكثر جمعهم، وظنوا أنهم يبادرون إلى صلحهم.

وكان علي بن حديثة، قد انفصل عن الخوارزمية وظاهر بن غنام، قد خدم بحلب، وأمر على سائر العرب، وزوجته الملكة الخاتون بعض جواريها، وأقطعته أقطاعاً ترضيه.

فسار الخوارزمية، من حران، في يوم الاثنين سادس عشر شهر رجب، من سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وتتابعوا في الرحيل، ووصلوا إلى الرقة، وعبروا الفرات، وبلغ خبرهم إلى حلب، فبرز الملك المنصور خيمته، وضربها شرقي حلب، على أرض النيرب وجبرين، وخرجت العساكر، بخيمها حوله. ووصل الخوارزمية إلى الفايا ثم إلى دير حافر ثم إلى الجبول وامتدوا في أرض النقرة. وأقام الملك المنصور، والعسكر معه، في الخيم ويزك الخوارزمية في تل عرن ويزك الملك المنصور على بوشلا والعربان يناوشون الخوارزمية.

وعاث الخوارزمية في البلد، وأحرقوا الأبواب التي في القرى، وأخذوا ما قدروا عليه، وكان الفساد في هذه المرة، أقل من المرة الأولى. وكان البلد قد

<<  <   >  >>