أجفل، فلم ينتبهوا إلا ما عجز أهله عن حمله، وتأخر لقاء العسكر الخوارزمية، لأنهم لم يتكملوا العدة.
ورحل الخوارزمية، فنزلوا بقرب الصافية، ومضوا إلى سرمين، ونهبوها، ودخلوا دار الدعوة، وكان قد اجتمع فيها أمتعة كثيرة للناس، ظناً منهم أنهم لا يجسرون على قربانها، خوفاً من الإسماعيلية، فدخلوها قهراً، ونهبوا جميع ما كان فيها، ورحلوا إلى معرة النعمان، ونزل العسكر مع الملك المنصور على تل السلطان ثم رحلوا إلى الحيار.
ورحل الخوارزمية إلى كفر طاب، وجفل البلد بين أيديهم، وأحرقوا كفر طاب، وساروا إلى شيزر، وتحيز أهلها إلى المدينة التي تحت القلعة، فهجموا الربض، واحتمت المدينة التي تحت القلعة يوماً، ثم هجموها في اليوم الثاني، ونهبوا ما أمكنهم نهبه.
وأرسل عليهم أهل القلعة بالجروخ، والحجارة، فقتلوا منهم جماعة وافرة، وبلغهم استعداد عسكر حلب، للقائهم، وأنهم قد وقفوا بينهم وبين بلادهم، للقائهم، فطلبوا ناحية حماة، وجاوزوها إلى جهة القبلة.
فسارت العساكر الحلبية، لقصدهم، فقصدوا ناحية سلمية، ثم توجهوا إلى ناحية الرصافة، وبلغ خبرهم عسكر حلب، فركبوا، وطلبوا مقاطعتهم.
ووقع جمع من العرب بهم، بقرب الرصافة، وقد تعبت خيولهم، وضعفت لقوة السير، وقلة الزاد والعلف، فألقوا أثقالهم كلها، والغنائم التي كانت معهم من البلاد، وأرسلوا خلفاً ممن كانوا أسروه من بلد حلب، وشيزر، وكفر طاب، وساروا طالبي الرقة مجدين في السير، واشتغل العرب، ومن كان معهم من الجند، بنهب ما ألقوه.
ووصل الخوارزمية، إلى الفرات، مقابل الرقة غربي البليل وشماليه بكرة الاثنين خامس شعبان.