والخوارزمية في آثارهم يقتلون، ويأسرون، ونزلوا من جهة الإعرابية، وفرفارين، وهم في آثارهم، فقبضوا على الملك المعظم، بعد أن ثبت في المعركة، وجرح جراحات مثخنة، وعلى أخيه نصرة الدين، وقبضوا على عاقة الأمراء، ولم يسلم من العسكر إلا القليل.
وقتل في المعركة الملك الصالح، ابن الملك الأفضل، وابن الملك الزاهر، وجماعة كثيرة. واستولوا على ثقل العسكر، ونهب الأحلاف من العرب أكثر ثقل العسكر، وكانوا أشد ضرراً على العسكر، في انتهاب أموالهم من أعدائهم.
ونزل الخوارزمية حول حيلان، وامتدوا على النهر، إلى فافين، وقطعوا على جماعة من العكسر أموالاً أخذوها منهم، وابتاعوا بها أنفسهم، وشربو تلك الليلة، وقتلوا جماعة من الأسرى صبراً، فخاف الباقون، وقطعوا أموالاً على أنفسهم، وزنوها فمنهم من خلص، ومنهم من أخذوا منه المال، وغدروا به، ولم يطلقوه.
واحتيط بلد حلب، وتقدم إلى مقدمي البلدة بحفظ الأسوار، والأبواب وجفل أهل الحاضر، ومن كان خارج المدينة إلى المدينة، بما قدروا على نقله من أمتعتهم.
وبقي في البلد الأميران: شمس الدين لؤلؤ، وعز الدين بن مجلى، في جماعة، لا تبلغ مائتي فارس يركبون، ويخرجون إلى ظاهر المدينة، يتعرفون أخبارهم، وبثوا سراياهم، في أعمال حلب يشنون الغارة فيها، فبلغت خيلهم إلى بلد عزاز، وتل باشر، وبرج الرصاص، وجبل سمعان، وبلد الحوار طرف العمق.
وجاؤوا أهل هذه النواحي على غفلة، فلم يستطيعوا أن يهربوا بين أيديهم، ومن أجفل منهم لحقوه، فأخذوا من المواشي والأمتعة، والحرم، والصبيان، ما لا