للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعبر، وبعضهم مفرقون في القلاع، مثل شيزر، وحارم، وغيرهما.

وسار الخوارزمية، بجملتهم، في جمع عظيم، ومعهم الملك الجواد بن مودود ابن الملك الحافظ، والملك الصالح ابن الملك المجاهد صاحب حمص، وكان جمعهم يريد على اثني عشر ألفا، وانضم إليهم الأمير علي بن حديثة في جموعه من العرب، وكان استوحش من أهل حلب، لتقريبهم الأحلاف.

وعبروا بجملتهم من جسر الرقة، وساروا، حتى وصلوا نهر بوجيار، وسمع بهم من بمنبج، من عسكر حلب، فرحلوا من منبج، ونزلوا في وادي بزاعا، وأصبح كل واحد من الفريقين، يطلب صاحبه، وعسكر حلب لا يزيدون عن ألف وخمسمائة فارس.

وتعبأ كل فريق لقتال صاحبه. وأقبل الخوارزمية ومقدمهم بركة خان، ومعه صاروخان، وبردي خان، وكشلوخان. وغيرهم، من أمرائهم، والملك الجواد، وابن الملك الحافظ، وابن صاحب حمص، وعسكر ماردين، نجدة معهم وعبروا نهر الذهب.

والتقى الفريقان، على البيرة قرية بالوادي في يوم الخميس رابع عشر، من شهر ربيع الآخر، من سنة ثمان وثلاثين وستمائة، فصدمهم عكسر حلب على قلته، صدمة، تزحزحوا لها، وتكاثر الخوارزمية عليهم.

وجاء علي بن حديثة لما، وخرج من بين البساتين، وجاء من وراء عسكر حلب، ووقع في الغلمان، والركابدارية، وأحاطوا بهم، من جميع الجهات، وانهزموا وهم مطبقون عليهم، وجعلوا طريقهم على رصيف الملكة، الذي يأخذ من بزاعا إلى حلب، حتى خرجوا فيما بين ربانا، وتلفيتا.

<<  <   >  >>