للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بك افترت الأنام عن ناجذ الغنى ... وغرد طير العيش في الزمن الرغد

عهدنا مدود الأرض تأتي بحورها ... ولم نر بحراً قط سار إلى مد

فأعطاه صلة جزيلة: وجهز نصر عساكره إلى منبج صحبة أحمد شاه، وكانت في أيدي الروم، فحصرها مدة، وأيس واليها من نجدة تأتيه، فسلمها في صفر من سنة ثمان وستين وأربعمائة، فقال في ذلك ابن حيوس من قصيدة:

وطريدة للدهر أنت رددتها ... قسراً فكنت السيف يقطع مغمداً

ووصل في سنة ثمان وستين وأربعمائة أتسز بن أوق التركي إلى أعمال

حلب القبلية، ونزل العاصي على الجلالي، وجفل أهل الشام بين يديه، وكان قد سمى نفسه الملك المعظم فنهب كل ما قدر عليه، وملك رفنية، وسلمها إلى أخيه جاولي، وترددت سراياه في جميع الشام، وتمادى فساده.

وترددت الرسل بينه وبين نصر بن محمود صاحب حلب، فلم يستقر بينهما أمر، وعاد إلى دمشق فتسلمها.

واعتمد جاولي مدة مقامه برفنية إساءة المجاورة، وشن الغارات والأذى في الأعمال القبلية من عمل حلب، فجهز إليه نصر بن محمود عسكر حلب ومقدمهم أحمد شاه التركي، وذكر أنه شيباني فسار إليه، والتقوا بأرض حماة، فكسره جاولي وغنم عسكره.

وعاد أحمد شاه ونزل مذكين وجمع إليه من سلم من عسكره، فلما اجتمعوا عولوا على العودة إلى حلب، فقال لهم أحمد شاه: " ما بقى لنا وجه إلى حلب بعد هذه الكسرة، فإن راجعتم الحرب وأظفرنا الله بهم كان الأمر لنا بحكم الظفر، هـ ان أبيتم ذلك فأنا أسير إلى الفرات وأستدعي أهلي، فما لي وجه ألقى به نصر بن محمودة وإنما أعطى ومنح وأكرم لمثل هذا الموقف.

فأجمعوا أمرهم على معاودة الحرب فأسرى من موضعه إلى عسكر جاولي وكبسه، فاستثأر منهم، ونهب عسكره، وأسر منهم ما يزيد عن ثلاثمائة

نفس،

<<  <   >  >>