ثم خرج إلى حارم، وأقام بها إلى أن صالحهم في العشر الآواخر من شهر ربيع الأول، ثم سار حتى لحق السلطان، وأما السلطان فإنه سار إلى رأس الماء، واجتمعت إليه العساكر الإسلامية من الموصل، والشرق، ومصر، والشام، بعشترا، بعد أن أتته الأخبار أن البرنس أرناط أيريد الخروج على الحاج، فأقام قريباً من الكرك مشغلاً خاطره، ليلزم مكانه إلى أن وصل الحاج، وتقدم إلى الكرك، وبث سراياه، فنهبوا بلدها وبلد الشوبك، وخربوه.
وأرسل إلى ولده الملك الأفضل، فأخذ قطعة من العسكر، فدخل إلى بلد عكا، فأخربوا ونهبوا، وخرج إليهم جمع من الداوية والاسبتارية، فظفروا بهم، وقتل منهم جماعة، وأسر الباقون، وقتل مقدم الاسبتار.
وعاد السلطان إلى العسكر، وعرض العسكر قلباً وجناحين، وميمنة وميسرة، وجاليشية وساقة، وعرف كلاً منهم موضعه، وسار على تعبئة، فنرل بالأقحوانة بالقرب من طبرية.
وكان القمص صاحبها قد انتمى إلى السلطان، لخلف جرى بينه وبين الفرنج. فأرسل الفرنج إليه البطرك والقسوس والرهبان، وتهددوه بفسخ نكاح زوجته، وتحريمه، فاعتذر، وتنصل، ورجع عن السلطان إليهم. ثم ساروا كلهم بجموعهم إلى صفورية.