فلشدة فكره، وضيق صدره، هجم عليه مرض حاد في جمادى الآخرة في سنة ثلاث عشرة وستمائة. واعترته أمراض شتى. واشتد به الحال.
وجمع مقدمي البلد وأمراءه، واستحلفهم لابنه الملك العزيز محمد، ثم من بعده لابنه الملك الصالح أحمد، ثم من بعده لابن أخيه، وزوج ابنته: الملك المنصور محمد بن الملك العزيز. وجعل الأمير سيف الدين بن علم الدين مقدم العسكر وشهاب الدين طغرل الخادم والي القلعة. ومتولي الخزانة، وتربية أولاده، والنظر في مصالح الدار والنساء.
وأ نزل بدر الدين أيدمر والي قلعة حلب منها، وأقطعه زيادة على ما كان في يده من الأقطاع قلعة نجم، بذخائرها وعددها، وزردنا أمع تسع ضياع آخر من أمهات الضياع. وحلف إخوة السلطان على ذلك.
واستشعر السلطان من أخيه الملك الظاهر خضر وكان مقيماً بالياروقية فأقطعه كفر سوذ، وتقدم إليه بالتوجه إليها، فسار إليها، فسبقه الملك الزاهر، فاستولى عليها، وعلى البيرة وحروص والمرزبان ونهر الجوز والكرزين والعمق.
ومات السلطان الملك الظاهر رحمه الله بقلعة حلب، في الخامس والعشرين، من جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة وستمائة، وكتم خبر موته