حلب. وولي مكان خمارويه ولده جيش بن خمارويه، وطغج في حلب على حاله. وعزل القواد جيش بن خمارويه، وولوا أخاه هارون بن خمارويه، فولى طغج بن جف حلب على حاله، وسير إلى المعتضد رسولاً يطلب منه إجراءه على عادة أبيه في البلاد التي كانت في ولايته، فلم يفعل.
وسير رسولاً إلى هارون، فاستنزله عن حلب وقنسرين، والعواصم، وسلم لهارون مصر وبقية الشام، واتفق الصلح مع المعتضد وهارون على ذلك، في جمادى الأولى من سنة ست وثمانين ومائتين.
وكان هارون قد ولى قضاء حلب وقنسرين أبا زرعة محمد بن عثمان الدمشقي، فقلد المعتضد حلب وقنسرين ولده أبا محمد علي بن أحمد في هذه السنة.
وولى بحلب من قبل ابنه الحسن بن علي المعروف بكوره الخراساني، وإليه تنسب دار كوره، التي داخل باب الجنان بحلب، والحمام المجاورة لها. وقد خربت الآن ولم يبق لها أثر.
وكان كاتب علي بن المعتضد يومئذ الحسين بن عمرو النصراني، فقلده النظر في هذه النواحي
وسار المعتضد، في سنة سبع وثمانين ومائتين، خلف وصيف خادم ابن أبي الساج إلى الثغور إل أن لحقه. فضم عمل الثغور أيضاً إلى كوره، وعاد إلى أنطاكية، ووصيف معه.
ثم رحل إلى حلب، فأقام بها يومين، ووجد لوصيف بعد أسره في بستان بحلب مال كان دفنه وهو بها مع مولاه مبلغه ستة وخمسون آلف دينار فحمل إلى المعتضد ثم رحل إلى بغداد، فمات في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين.