الكامل، وأظهر الطاعة للملك العادل وأرسل إلى حلب، رسولاً يطلب منهم معاضدته، وانتماءه، فلم يصغوا إلى قوله، وامتنعوا أن يدخلوا بينه وبين الملك العادل. وخاف من الملك العادل، فراسل الملك الصالح أيوب ابن الملك الكامل، واتفقا على أن يسلم إلى الملك الصالح دمشق، ويعوضه عنها بالرقة سنجار وعانة، فسار الملك الصالح، من الشرق، والخوارزمية في صحبته في جمادى الأولى.
وتقدم الملك الصالح إلى دمشق، وتسلمها من الملك الجواد، في جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين.
وأرسل إلى عمته إلى حلب، يعرفها بذلك، ويبذل من نفسه الموافقة على ما تريده، ويطلب المساعدة له، والمعاضدة على أخذ مصر، فأجابته بأنها: لا تدخل بينه وبين أخيه، وأنكما ولد أخي، ولم تجبه إلى ما اقترح.
وسار الملك الجواد إلى الرقة، فأخرجه الخوارزمية منها، وسار إلى سنجار، فأقام بها مئة، وخرج إلى عانة، فسار بدر الدين لؤلؤ إلى سنجار بعملية كانت له فيها، فاستولى عليها، في شهر ربيع الأول، من سنة سبع وثلاثين. وأما الملك الصالح، فإنه صعد إلى نابلس، وأقام بها، وكاتب الأمر المصريين، وعثر الملك العادل على قضيتهم، فقبض الذين كاتبوه، ولم يتفق للملك الصالح ما أراد.
وساق عمه الملك الصالح إسماعيل، من بعلبك والملك المجاهد صاحب حمص منها، ودخلا دمشق، وملكها الملك الصالح، وحصر القلعة يوماً أو يومين، وفتحها، وذلك في شهر ربيع الأول، من سنة سبع وثلاثين وستمائة وقبض على الملك المغيث ابن الملك الصالح، وسجنه بقلعة دمشق.