وساروا إلى آمد، والتقوا بعساكر الروم، وحاصروها إلى أن اتفقوا مع صاحبها ولد الملك الصالح على أن أبقوا بيده حصن كيفا وأعماله، وسلم إليهم آمد. وأقام الخوارزمية. ببلاد الخليفة، إلى أن دخلت سنة تسع وثلاثين وستمائة.
وخرجوا إلى ناحية الموصل، واتفقوا مع صاحبها، إلى أن أظهر إليهم المسالمة، وسلم إليهم نصيبين.
واتفقوا مع الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل صاحب ميافارقين وسير إلى حلب، وأعلمهم بذلك، وطلب موافقته، واليمين له، على أنه إن قصده سلطان الروم، دافعوا عنه.
وكان قد استشعر من جهته، فلم يوافقه الحلبيون على ذلك. ووصل إليه الخوارزمية، واتفقوا على قصد آمد، فبرزت العساكر من حلب، ومقدمها الملك المعظم تورانشاه، وخرجت إلى حران، في صفر، من سنة تسع وثلاثين.
وساروا بأجمعهم إلى آمد، ودفعوا الخوارزمية عنها، ورحلوا عنها إلى ميافارقين، فأغاروا على رستاقها، ونهبوا بلدها، واعتصم الخوارزمية بحاضرها، خارج البلد.
ووصلت العساكر وأقامت قريباً من ميافارقين، وجرت لهم معهم وقعات، إلى أن تهادنوا، على أن يقطع ملك الروم الخوارزمية، ما كان أقطاعاً لهم في