وكان قد انضاف إلى الخوارزمية جمع عظيم، من التركمان، يقدمهم أمير يقال له ابن دودي، حتى بلغ من أمره أنه قال للملك المظفر: أنا أكسرهم بالجوابنة الذين معي. وكان عدتهم سبعين ألف جوبان غير الخيالة من التركمان. ورحل الملك المظفر، حتى نزل قريباً من المجدل، فعلم به الملك المنصور، فأشار الأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني بمبادرتهم، والرحيل إليهم في تلك الساعة، فرحلوا ووافوهم، وقد نزلوا، في يوم الخميس، الثالث والعشرين، من صفر، من سنة أربعين وستمائة.
فركبوا، والتقى الصفان، فما هو إلا أن التقوا، وولى الملك المظفر منهزماً، والخوارزمية، وحالت الخيم بينهم وبينهم، فسلموا، وقتل منهم جماعة، ووقع العسكر في الخيم، والجركاهات، وبها الأقمشة والنساء، فنهبوا جميع ما في العسكر، وأخذوا النساء وجميع ما كان معهن من الأموال، والحلي، والذهب، ولم يفلت من النساء أحد.
ونزل الملك المنصور، في خيمة الملك المظفر، واستولى على خزانته، وعلى جميع ما كان في وطاقه، وغنم العسكر من الخيل، والبغال، والجمال، والآلات، والأغنام، ما لا يحصى.
وبلغت الأغنام المنهوبة إلى الموصل وحلب وحماة وحمص، بحيث بيع الرأس من الغنم في العسكر، بأبخس الأثمان، وضربت البشائر بحلب، وزينت أياماً سبعة.
وتوجه الملك المنصور، والعساكر إلى حلب، وخرج السلطان الملك