الأماكن المذكورة، وذلك في الحادي والعشرين، من جمادى الأولى من سنة أربعين وستمائة.
وعاثت الخوارزمية والتركمان على بلاد الجزيرة، فخرج عسكر حلب، ومقدمهم الأمير جمال الدولة في جمادى الآخرة، وساروا، واجتمعوا في رأس عين.
فتجمع الخوارزمية، وانضووا إلى صاحب ماردين، واحتموا بالجبل، فوصل عسكر حلب، ونزلوا مقابلتهم، تحت الجبل، وخندقوا حولهم، وجرت لهم معهم وقعات.
وتضرر عسكر حلب، بالمقام، لقلة العلوفة، إلى أن ورد نائب المملكة بالروم وهو الأمير شمس الدين الأصبهاني إلى شهاب الدين غازي والي صاحب ماردين والخوارزمية، وأصلح بينهم على أن يعطى صاحب ماردين رأس عين. وأرضى ملك الروم الخوارزمية بخرتبرت، وشيء من البلاد، والملك المظفر غازي بخلاط.
وتوجهت العساكر، والنائب الأصبهاني، في جملتها وخرج السلطان الملك الناصر، وتلقاهم إلى منبج، ودخل النائب إلى حلب، يوم السبت التاسع عشر من شوال.
ودخل السلطان والعسكر، يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شوال، وورد مع النائب أموال عظيمة، لتستخدم بها العساكر للقاء التتار وبطلب نجدة من البلاد عليهم، فسير من حلب نجدة، ومقدمها الناصح الفارسي، في ذي الحجة، من سنة أربعين وستمائة.
فالتقاهم السلطان غياث الدين، بسيواس، أحسن لقاء، وأعطاهم عطاء سنياً، وفوض تدبير العسكر إلى الناصح أبي المعالي الفارسي، وفرح أهل بلاد الروم وقويت قلوبهم بنجدة حلب.
وسار السلطان من سيواس إلى أقشهر، ووصله الخبر بوصول