للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبناء البيت العباسي، وتمت له البيعة بالخلافة بعد المستعصم ولقب بالمستنصر.

ولما توجه هذا الخليفة الجديد إلى التتار لاسترجاع بغداد، قتله التتار قبل أن يصل إليها سنة (٦٦٠ هـ)، وتمت البيعة بعده بالخلافة للحاكم بأمر الله واستمرت خلافته من (٦٦٠ - ٧٠١ هـ) (١).

وهكذا يتبين لنا أن الإمام بدر الدّين الكردري، المعروف بخواهر زاده - رَحِمَهُ اللهُ - قد عاصر هذه الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي حلت بالمسلمين، والتي وصفها ابن الأثير (٢)، فقال: "هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها، عمت الخلائق وحضت المسلمين، فلو قال قائل: إن العالم منذ خلق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى آدم وإلى الآن، لم يبتل بمثلها، لكان صادقًا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها" (٣).

وقد وصف المستشرق الإنجليزي سير توماس أرنولد ما قام به المغول


(١) ينظر: ابن كثير، البداية والنِّهاية (مرجع سابق)، (١٣/ ٢١٩ - ٢٢٢)، والعدوي، إبراهيم أحمد، تاريخ العالم الإسلامي، ط: مكتبة الأنجلو المصرية (١/ ٢٥٧ - ٢٧٦)، وشلبي، أحمد، موسوعة التَّاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، ط: مكتبة النهضة المصرية، (٥/ ٢٠٤ - ٢٠٥).
(٢) ابن الأثير هو: عزُّ الدين، علي بن محمد الشَّيباني، المؤرخ الإمام، من تصانيفه: (الكامل في التَّاريخ) و (أُسد الغابة في معرفة الصَّحابة)، و (اللباب)، (ت: ٦٣٠ هـ). ينظر: الزركلي، خير الدين، الأعلام (مرجع سابق)، (٤/ ٣٣١)، والعكري الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد، شذرات الذَّهب (مرجع سابق)، (٣/ ١٣٧).
(٣) ابن الأثير، الكامل في التاريخ (مرجع سابق)، (١٢/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>