للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا أهل أرض فاخروا بشيوخهم … أبو الغيث فينا فخر كلّ يماني

وكان في ابتداء أمره عبدا - أي قنّا - قاطعا للطريق، فبينا هو كامن لأخذ قافلة، إذ سمع هاتفا يقول:

(يا صاحب العين عليك أعين)

فوقع منه موقعا أزعجه، وأقبل على الله، وظهر عليه من أوله صدق الإرادة، وسيماء السعادة. وصحب أولا الشيخ علي بن أفلح الزّبيدي، ثم الشيخ المبجّل علي الأهدل. ولما انتشر صيت الشيخ بنواحي سردد كتب إليه الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذيبين يدعوه إلى البيعة، فأجابه الشيخ، ورد كتاب السيد، وفهمنا مضمونه، ولعمري إن هذا سبيل سلكه الأولون، غير أنا نفر منذ سمعنا قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} (١) لم يبق لإجابة الخلق فينا متسع، وليس لأحد منا أن يشهر سيفه على غير نفسه، ولا أن يفرّط في يومه بعد أمسه، فليعلم السيد قلّة فراغنا لما رام منا، ويعذر المولى، والسلام.

وكان أمّيّا وله كلامٌ في الحقائق، وأحوالٌ باهرةٌ، وكراماتٌ ظاهرةٌ، ووضع عليه كتابًا في التَّصوف (٢).

* * *


(١) سورة الرعد، من الآية: ١٤.
(٢) ينظر: العكري، عبد الحي بن أحمد، شذرات الذهب (مرجع سابق)، (٧/ ٤٤١ - ٤٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>