للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: (ولم يسمّ)، غلط؛ لأن المطلقات أربع مطلقة قبل الدخول، وقبل التسمية، فالمتعة واجبة في هذه، ومطلقة بعد الدخول، وبعد التسمية، فالمتعة مستحبة هنا، ومطلقة بعد الدخول، وقبل التسمية، فالمتعة مستحبة هنا أيضًا؛ لأنه استوفى منافعها، فاللائق أن يدفع شيئًا بطريق الإحسان، وهو المتعة، ومطلقة بعد التسمية، وقبل الدخول، فالمتعة ليست بمستحبة هنا، فالمصنف [رَحِمَهُ اللهُ] (١) أراد بقوله: (لكل مطلقة)، سوى المطلقة التي المتعة واجبة فيها، وهي قبل الدخول، وقبل التسمية، فأراد من [كل] (٢) المطلقات الثلاث؛ لأنه بيّن حكم المطلقة التي المتعة واجبة فيها قبل هذا بقوله: وإن طلقها قبل الدخول، فلها المتعة، فإرادة البعض بعد تلفظ لفظ الكل جائز، وهو في قوله تعالى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} (٣)، ومعلوم أنها لم تورث النبوة، والذكورة علم أن إرادة البعض بعد ذكر الكل جائز، ولهذا فيما نحن فيه، فيكون معناه: المتعة مستحبة في هذه المطلقات الثلاثة إلا التي طلقها قبل الدخول، وقد سمي لها مهرًا، [فذكر] (٤) شمس الأئمة السرخسي - رَحِمَهُ اللهُ - في "المبسوط"، والإمام نجم الدين النسفي [رحمة الله عليه] (٥) في الحصر أن المتعة مستحبة أيضًا في التي طلقها قبل الدخول، [و] (٦) قد سمي لها مهرًا، [فيكون الاستثناء على قولهما استثناء


(١) ما بين المعقوفين في (ب)، (خ) " - رضي الله عنه - ".
(٢) ما بين المعقوفين في (ب)، (خ) "الكل".
(٣) سورة النمل، ج ١٩، آية ٢٣.
(٤) ما بين المعقوفين في (ب)، (خ) "وذكر".
(٥) ما بين المعقوفين زيادة من (ب)، (خ).
(٦) ما بين المعقوفين في (ب) "أو".

<<  <  ج: ص:  >  >>