للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك: أنك أنت الله لا إله إلا

ــ

الإِمام البخاري. لكن يعكر عليه أن الحافظ ابن حجر رواه من طريق أبي القاسم البغوي عن لوين عن بقية مصرحًا بالتحديث في جميع طبقات السند، فهذه طريق أخرى غير طريق إسحاق بن راهويه السابقة، فحينئذ لا يعل الحديث بعنعنته، والله أعلم.

قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٥٨): "وبقية؛ صدوق، أخرج له مسلم، وإنما عابوا عليه التدليس والتسوية، وقد صرح بتحديث شيخه وبسماع شيخه، فانتفت الرِّيبة".

وردّ القول بأن مسلمًا بن زياد ليس مجهولًا بقوله: "وشيخه -يعني: مسلم بن زياد- روى عنه -أيضًا- إسماعيل بن عياش وغيره، وقد توقف فيه ابن القطان؛ فقال: لا تعرف حاله، ورُدَّ بأنه وصف بأنه كان على خيل عمر بن عبد العزيز، فدلَّ على أنه أمير، وذكره ابن حبان في "الثقات"" أ. هـ.

قلت: وليس كما قال - رحمه الله -؛ لأن تعيين مسلم بن زياد على خيل عمر بن عبد العزيز وكونه أميرًا، لا يعد توثيقًا، قد يدل على عدالته وأمانته وصلاحه لكن أين الضبط والإتقان؟ لأن الثقة هو العدل الضابط، وكأنه لذلك لم يعتد به الحافظ نفسه في "التقريب"، فقال: "مقبول".

وللحديث طريق آخر: فأخرجه المصنف (٧٤٠)، وأبو داود (٤/ ٣١٧/٥٠٦٩)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٥٥)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ق ٢٦ / ب)، والطبراني في "الدعاء" (٢/ ٩٢٨ - ٩٢٩/ ٢٩٧)، و"مسند الشاميين" (٢/ ٣٨١ - ٣٨٢/ ١٥٤٢)، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (٦٣/ ٢٣)، وأبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (٢٩٦/ ٥٩)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (١/ ٢٧/٤٠)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (٩٥)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٧/ ٢٢٥ - ٢٢٦/ ٢٦٦٤ و ٢٦٦٥)، والمزي في "تهذيب الكمال" (١٧/ ٢٥٧)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٥٥ - ٣٥٦) بطرق عن ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام الغاز عن مكحول عن أنس به.

قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن غريب".

قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (٣/ ١٤٣/١٠٤١): "وهذا إسناد ضعيف؛ وله علتان:

الأولى؛ عبد الرحمن بن عبد المجيد، لا يُعرف، كما في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": "مجهول".

الأخرى: أنهم اختلفوا في سماع مكحول من أنس؛ فأثبته أبو مسهر، ونفاه

<<  <  ج: ص:  >  >>