٤٩٨ - حدثنا عبد الله بن محمَّد بن سعد الحمال ثنا محمَّد بن سعد
ــ
٤٩٨ - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح). قلت: فيه علتان:
الأولى: أبو بكر بن أبي مريم؛ متروك الحديث؛ كما قال الدارقطني وغيره.
الثانية: حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعنه، وهو لم يسمع من أي صحابي.
لكن الحديث صحيح بشواهده:
الأول: عن أبي لاس الخزاعي - رضي الله عنه - مرفوعًا:"ما من بعير إلا في ذروته شيطان، فاركبوهن واذكروا اسم الله عليهن؛ كما أُمرتم، ثم امتهنوهن لأنفسكم فإنما يُحمِّلُ الله - عَزَّ وَجَلَّ -".
أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى في "مسنديهما"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(٤/ ٢٠/ ٣٢١٢)، وأحمد (٤/ ٢٢١)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(٤/ ٢٩٧)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "تغليق التعليق"(٣/ ٢٥)، و"هدي الساري"(ص ٣٦)، وابن معين في "تاريخ الدوري"(٢١٦)، والحربي في "غريب الحديث"(١/ ٢٤٩)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(٤/ ٣٠٣ - ٣٠٤/ ٢٣٢٨)، وابن خزيمة في "صحيحه"(٤/ ٧٣ / ٢٣٧٧ و ١٤٢/ ٢٥٤٣)، والطبراني في "المعجم الكبير"(٢٢/ ٣٣٤/ ٨٣٧ و ٨٣٨)، وابن عبد البر في "التمهيد"(٥/ ٣٠٢)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(٦/ ٣٠٥١/ ٧٠٦٣)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق"(٣/ ٢٥) -, والحاكم (١/ ٤٤٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(٥/ ٢٥٢)، و"الآداب"(٤٢٩/ ٩٤٠)، ودعلج في "مسند المقلين"(٤٠/ ١٦ و ٤١/ ١٧)، والمزي في "تهذيب الكمال"(٣٤/ ٣٩٧ - ٣٩٨ و ٣٩٨) وغيرهم بطرق عن محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاس الخزاعي به.
قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة"(٥/ ٣٤٢ / ٢٢٧١): "وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات؛ وابن إسحاق وإن كان قد عنعنه؛ فقد صرح بالتحديث في رواية الحربي، وكذا أحمد في إحدى روايتيه؛ فثبت الحديث والحمد لله. ولهذا قال الهيثمي (١٠/ ١٣١): "رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح؛ غير محمَّد بن إسحاق وقد صرح بالسماع في أحدها" أ. هـ.
قلت: وهو كما قال - رحمه الله -.
أما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
قلت: وليس كما قالا؛ فإن مسلمًا لم يخرج لابن إسحاق إلا متابعة، ولم يخرج لأبي لاس الخزاعي شيئًا.