ما تدخلون حتى يؤذن لكم، قال: قلنا: لا، قال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سلم على قوم فضلهم بعشر حسنات".
٧٧ - باب من بدأ بالكلام قبل السّلام
٢١٥ - أخبرنا العباس بن أحمد الحمصي قال: حدثنا كثير بن عبيد قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدأ بالكلام قبل السلام؛ فلا تجيبوه".
ــ
٢١٥ - إسناده حسن؛ أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ١٩٩) من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك عن بقية به.
قال أبو زرعة؛ كما في "العلل" (٢/ ٣٣١): "هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز؛ إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا".
قلت: بل سمع بقيةُ هذا الحديث من عبد العزيز؛ كما عند المصنف.
قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (٢/ ٤٥٩): "وكثير بن عبيد هذا حمصي ثقة، ومن الصعب الاقتناع بأن مجرد كونه حمصيًّا -مع كونه ثقة- لا يميز بين قول بقية: "عن"، وبين قوله: "حدثنا"!.
ولذلك؛ فإني أذهب إلى أن الحديث بهذا الإسناد حسن على أقل الدرجات، والعباس بن أحمد الحمصي له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (٨/ ٤٤٤/ ٢) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا لكن روى عنه جمع" أ. هـ.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٩٢٩) من طريق السري بن عاصم عن حفص بن عمر الأيلي عن عبد العزيز به.
قلت: وهذا إسناد موضوع؛ فيه علتان:
الأولى: حفص بن عمر؛ قال أبو حاتم: كان شيخًا كذابًا.
الثانية: السري بن عاصم؛ كذبه ابن خراش، وقال ابن عدي: يسرق الحديث.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (١/ ١٣٦/ ٤٢٩) من طريق عبد الله بن السَّريّ الأنطاكي عن هارون أبي الطيب عن عبد الله بن عمر عن نافع به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٣٢): "هارون بن محمد كذاب".
وقال أبو زرعة؛ كما في "العلل" (١/ ٣٣٢): "هذا حديث ليس له أصل".
وبالجملة؛ فالحديث حسن من طريق المصنف وحده.