[١٣٧ - باب ما يقول إذا تطير من شيء]
٢٩٣ - أخبرنا أبو يحيى الساجي قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني
ــ
"أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -"، والديلمي في "مسند الفردوس" (١/ ١/ ٨٧) من طريق حفص بن عمار: نا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع عنه به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: مبارك بن فضالة؛ صدوق لكنه مدلس وقد عنعن.
الثانية: حفص بن عمار؛ مجهول.
قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (٢/ ٣٥٣): "وهذا سند ضعيف؛ المبارك ضعيف، وحفص بن عمار مجهول".
قلت: المبارك بن فضالة؛ الراجح فيه أنه صدوق لكنه مدلس، فإذا صرح بالتحديث، فحديثه حسن -إن شاء الله-، وهو ما رجحه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (١/ ٩٥٠ - ٩٥١)، ووثقه (٦/ ١٢٢٢)؛ فلا يعل الحديث به إلا إذا عنعن.
الثاني: عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه العسكري في "الأمثال"، والخِلَعي في "فوائده"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (١٠/ ٥٥٦) من طريق محمَّد بن يونس: ثنا عون بن عمارة ثنا السري بن يحيى عن الحسن عن سمرة.
قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: محمَّد بن يونس الكديمي؛ متروك الحديث بل اتهم بالوضع.
الثانية: عون بن عمارة؛ ضعيف، كما في "التقريب".
الثالثة: الحسن؛ مدلس وقد عنعن، ولم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة؛ كما نص على ذلك أهل العلم.
٢٩٣ - إسناده حسن؛ الحديث في "جامع ابن وهب" (٢/ ٧٤٥/ ٦٥٨).
وأخرجه أحمد (٢/ ٢٢٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٣٨ - قطعة من المجلد ١٣) بطرق عن ابن لهيعة.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١٠٥): "رواه أحمد والطبراني؛ وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" أ. هـ.
قال شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (٣/ ٥٤):
"الضعف الذي في حديث ابن لهيعة؛ إنما هو في غير رواية العبادلة عنه، وإلا فحديثهم عنه صحيح؛ كما حققه أهل العلم في ترجمته، ومنهم: عبد الله بن وهب، وقد رواه عنه؛ كما رأيت، وذلك من فوائد هذا الكتاب، والحمد لله الذي به تتم الصالحات" أ. هـ.