غيلان قال؛ حدثنا أبو داود الطيالسي قال؛ حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس (بن مالك - رضي الله عنه) (١) -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمّ، لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحَزَنَ إن شئت سهلًا".
١٨٣ - باب ما يقول إذا انقطع شِسْعُهُ
٣٥٣ - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد (بن مسرهد قال:) (١) حدثنا
ــ
وخالفهمِ عبدُ الله بن مسلمة القعنبي؛ فرواه عن حماد بن سلمة عن ثابت به مرسلًا، لم يذكر أنسًا: أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ١٩٤)، والمحاملي في "الدعاء" (١٤١/ ٤٦)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (١/ ١٧١ - ١٧٢/ ٢٣٤). ورواية الجماعة الذين وصلوا الحديث أصح وأقوى؛ لأنهم جمع وهم ثقات وقد زادوا الرفع، والزيادة مقبولة من ثقة واحد فكيف بأربعة؛ وعليه؛ لنا أن نقول: إن الحديث صح موصولًا ومرسلًا، وإن كان الموصول أصح بلا ريب.
وقد خالف هذا الحافظ أبو حاتم الرازي؛ فقد نقل عنه ابنه في "العلل" قوله: "وهذا -يعني: الموصول- خطأ!! حدثناه القعنبي عن حماد عن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل ولم يذكر أنسًا". ثم قال؛ "هو عن حماد عن ثابت عن النبي مرسل".
قلت: وليس كما قال - رحمه الله -، لما بيناه آنفًا.
٣٥٣ - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٧/ ٢٦٦١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧/ ١١٧/ ٩٦٩٣) من طريق هشيم بن بشير به.
وأخرجه مسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (٦/ ٤٧٣/ ٦٢٢٣/ ١ و ٢)، و"المطالب العالية" (٤/ ١٧/ ٣٣٧٤/ ٢ و ٣)، وهنّاد السَّرُّي في "الزهد" (١/ ٤٢٤/٢٤٦)، والبزار في "مسنده" (٤/ ٣٠/ ٣١٢٠ - كشف)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ١٨٣)، وابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١٢٢) بطرق عن يحيى بن عبيد الله به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان:
الأولى: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب. متروك الحديث؛ كما في "التقريب".
الثانية: أبوه عبيد الله؛ مجهول، كما في "التقريب".
قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (١/ ٥٥١ / ١٧٦٠): "ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ١٨٣) وفيه عمر بن عطاء، وهو ابن دراز؛
(١) زيادة من "م" و"هـ".