حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي المغيرة قال: قال حذيفة - رضي الله عنه -: شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذرب لساني؛ فقال:"أين أنت من الاستغفار؟! إني لأستغفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - في كل يوم مائة مرة".
[١٩١ - باب الإكثار من الاستغفار]
٣٦٤ - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو نصر التمار حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله (١) عن خالد بن عبد الله بن حسين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما رأيت أحدًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر أن يقول:"أستغفر الله وأتوب إليه" من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ــ
قلت: وإسناده ضعيف؛ أبو المغيرة؛ لا يُعْرف، واضطرب الرواة في اسمه اضطرابًا كثيرًا مما يدل على أنه مجهول ليس بمعروف؛ ولذلك قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(٣/ ١٩٥): "هذا الإسناد فيه أبو المغيرة البجلي مضطرب الحديث عن حذيفة؛ قاله الذهبي في "الكاشف"".
لكن أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(٤٤٨)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(١/ ١٠٨ - ١٠٩/ ١٤٦)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(١/ ١٧٠/ ١٥) من طريق شعبة والثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن مسلم بن نذير عن حذيفة به.
قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات.
٣٦٤ - إسناده حسن؛ أخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(٢٤٧) بسنده سواء.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(٣٣٠/ ٤٥٤)، وعبد بن حميد في "مسنده"(٣/ ٢١٦/ ١٤٦٣ - منتخب)، وابن حبان في "صحيحه"(٢٤٦٠ - موارد) بطرق عن سعيد بن عبد العزيز به.
قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير خالد بن عبد الله بن حسين، فإنه صدوق؛ فقد روى عنه ثلاثة من الثقات ووثقه ابن حبان وهو من التابعين؛ فالنفس تطمئن لتحسين حديثه.
(١) هكذا في "الأصول"، والصواب: "عبيد الله" بالتصغير، وهو ابن أبي المهاجر. كما في "مصادر التخريج"، وكتب الرجال.