للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحدهما صاحبه؛ فيصافحه، ويصليان على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ إلا لم يتفرقا حتى

ــ

ومما يدلٌّ على نكارة الحديث؛ قول شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (٢/ ١٠٦): "وقد جاءت أحاديث كثيرة عن جمع من الصحابة بمعنى هذا الحديث لكن ليس في شيء منها ذكر الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -، ولا مغفرة ما تأخر -أيضًا- من الذنوب؛ فدَلَّ ذلك على أن هذه الزيادة منكرة، والله أعلم". وهو كما قال.

وللحديث طريق أخرى عن أنس به - لكن ليس فيه الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا مغفرة ما تقدم من الذنوب وما تأخر؛ فأخرج أحمد في "المسند" (٣/ ١٤٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (٧/ ١٦٥ - ١٦٦/ ٤١٣٩) -ومن طريقهما الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة " (٧/ ٢٣٨ - ٢٣٩/ ٢٦٨١ و ٢٦٨٢) -، والبزار في "مسنده" (٢/ ٤١٩ - ٤٢٠/ ٢٠٤ - "كشف الأستار")، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٤٠٩) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦/ ٤٧٢/ ٨٩٤٦)، والضياء المقدسي (٧/ ٢٣٩/ ٢٦٨٣) - من طريق ميمون بن موسى المرائي وميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن أنس مرفوعًا بلفظ: "ما من مسلمين التقيا؛ فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقًا على الله أن يحضر دعاءهما، ولا يفرّق بين أيديهما حتى يغفر لهما".

قلت: وهذا حديث حسن؛ رجاله ثقات غير ميمون بن سياه وهو صدوق.

وميمون بن موسى المرائي هكذا جاء عند الإمام أحمد وهو صدوق مدلس؛ كما في "التقريب" لكنه صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.

وأما ميمون بن عجلان؛ فهو صدوق إن شاء الله؛ لأنه روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: "شيخ" وهو من أتباع التابعين، ولعله لذلك وثقه الهيثمي في "مجيع الزوائد" (٨/ ١٧٣).

فهو بمجموعهما يقويان الحديث فيصح إلى ميمون بن سياه، وهو صدوق؛ فالحديث حسن.

أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (٨/ ٣٦): "رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد".

قلت: وهذا غير صحيح؛ لأن ميمون بن عجلان ليس في سند أحمد مطلقًا، وإنما عند أحمد: ميمون المرائي؛ وهو ميمون بن موسى المرائي من رجال "التهذيب"، وميمون بن عجلان رجل آخر غير ابن موسى وليس هو من رجال "التهذيب"، وعليه؛ فللحديث إسنادان إلى ميمون بن سياه، والله أعلم بالصواب.

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٣/ ٤٣٢): "رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى؛ ورواة أحمد كلهم ثقات إلا ميمون المرائي، وهذا الحديث مما أنكر عليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>