للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصابه همّ أو حزن؛ فليقل: اللهمّ، إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته؛ يعني: في كتابك، (أو علمته أحدًا من خلقك) (١)، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري (٢)، (وشفاء صدري) (١)، وجلاء حزني، وذهاب همي".

قال: فما قالهنّ عبد قطّ إلا أبدله الله - عَزَّ وَجَلَّ - مكان حزنه (٣) فرحًا، قال: (قالوا) (٤): يا رسول الله، أفلا نعلّمهنّ؟ قال: "بلى فعلّموهنّ".

ــ

أخرى وهي أن موسى الجهني روى حديثًا آخر عن القاسم بن عبد الرحمن به، وهو عند الطبراني في "الكبير" (١٠٣٥٤)، و"الأوسط" (٣٨٠ - مجمع البحرين)، وابن حبان (١٤٣٠ - موارد).

فإذا ضمت إحدى الروايتين إلى الأخرى؛ نتج أن الراوي عن القاسم هو موسى بن عبد الله الجهني، وهو ثقة من رجال مسلم.

بقي الكلام على الانقطاع الذي أشار إليه الحاكم وأقره الذهبي عليه، وهو قوله: "إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه".

قلت: هو سالم منه بشهادة جماعة من الأئمة؛ منهم سفيان الثوري، وابن معين، والبخاري، وأبو حاتم؛ كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (٦/ ٢١٥ - ٢١٦).

وقال ابن حجر: "وروى البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد لا بأس به عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه؛ قال: لما حضر عبد الله الوفاة؛ قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبتِ أوصني. قال: ابكِ على خطيئتَك".

فلا حجة بعد ذلك لقول من نفى سماعه من أبيه؛ لأن العبرة بمن علم.

وبالجملة؛ فالحديث صحيح بهذه الطريق، والله أعلى وأعلم.


(١) زيادة من "هـ" و"م".
(٢) في "ل": "في نسخة: صدري".
(٣) في "ل": "بحزنه".
(٤) زيادة من "ل".

<<  <  ج: ص:  >  >>