للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي سعيد -رضي الله عنه - أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لبس ثوبًا سماه باسمه

ــ

وقال النووي في "الأذكار": "حديث صحيح".

قلت: مداره على الجريري، وهو سعيد بن إياس، ورواه عنه جماعة، وهم:

١ - يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة.

٢ - عبد الله بن المبارك عند أبي داود والترمذي وأحمد.

٣ - حماد بن أسامة عند أبي يعلى وأبي الشيخ والحاكم.

٤ - خالد بن عبد الله الواسطي عند أبي يعلى.

وهؤلاء رووا عنه في الاختلاط؛ لكن قال يزيد بن هارون: لم ننكر منه شيئًا، يشير إلى أن اختلاطه لم يكن فاحشًا، وكأنه لذلك روى له مسلم عنه.

وكذلك روى الشيخان لخالد بن عبد الله الواسطي عنه، ومسلم لعبد الله بن المبارك وحماد بن أسامة عنه.

ولذلك فالنفس تطمئن إلى تحسين الحديث؛ كما فعل الحافظ ابن حجر، وكذا صححه شيخنا - رحمه الله - في "صحيح أبي داود" (٣٣٩٣)، و"صحيح الترمذي" (١٤٤٦)، و"مختصر الشمائل المحمدية" (٥٠).

وخالف هؤلاء عبد الوهاب الثقفي؛ فرواه عن الجريري عن أبي نضرة مرسلًا؛ كما قال أبو داود (٤٠٢٢)، ونقله عنه الحافظ في "النكت الظراف" (٣/ ٤٥٨) وقال: "يعني: أرسله لم يجاوز به أبا نضرة".

ورواه حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء بن الشّخّير مرسلًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٣١٠)، وقال: "حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس؛ لأن الجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط. وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك، وبالله التوفيق".

وأشار أبو داود إلى هذه الرواية المرسلة، وقال: "ورواه حماد بن سلمة قال: عن الجريري عن أبي العلاء عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وحماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد".

قال الحافظ في "النكت الظراف" (٣/ ٤٥٨): "قلت: مراده أن حمادًا هو ابن سلمة رواه عن الجريري عن أبي العلاء مرسلًا، وقد ذكر ذلك النسائي أيضًا، فقال بعد أن أخرجه في "اليوم والليلة" (وذكره) ".

وقال في "نتائج الأفكار" (١/ ١٢٢ - ١٢٣): "هذا حديث حسن ... ورجاله رجال الصحيح لكن الجريري اختلط" ثم نقل كلام النسائي، وأبي داود الذين ذكرناهما ثم قال: "وغفل ابن حبان، والحاكم عن علته؛ فصححاه ... ، وكل من ذكرناه سوى حماد والثقفي سمعوا من الجريري بعد اختلاطه فعجب من الشيخ -يعني: النووي- كيف جزم بأنه حديث صحيح؟! " أ. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>