للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرأ أحدكم: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١) فانتهى إلى آخرها: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِر

ــ

وقال الذهبي في "ذيل الضعفاء المتروكين": "إسناده مضطرب! "، ورواه في "الميزان" في ترجمة أبي اليسع، وقال: لا يدري من هو، والسند مضطرب! "" أ. هـ كلامه.

قلت: وَهِمَ - رحمه الله - في تضعيف إسماعيل بن أمية ونقله عن الذهبي أنه قال فيه: كوفي ضعيف؛ فإن إسماعيل بن أمية راوي حديثنا هذا ثقة ثبت من رجال الكتب الستة، ولعله اختلط عليه بضعيف آخر اسمه إسماعيل بن أمية وهو الذي ذكره الذهبي في "المغني" (٦٣٦)؛ فليصحح.

وأما إعلال الذهبي الحديث بالاضطراب، فلا يسلم له؛ لأن شرط الاضطراب: أن تتساوى جميع الطرق في القوة بحيث لا يمكن ترجيح أحدها على الآخر، وهذا منتف في حديثنا هذا؛ لأن جميع الطرق -عدا طريق ابن عُلَيَّة- ضعيفة جدًا لا تثبت، فهي لا تقوى على ردِّ الضعيف، فكيف بالصحيح إذا كان من إمام حافظ كابن عيينة؟.

ولذلك قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٤٣): "وجميع هذه الطرق لا تثبت؛ فإن نصر بن طريف شديدُ الضعف، وكذا ابن أبي يحيى، وكذا يزيد بن عياض" أ. هـ.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٤٥٢/ ٤٠٥٢)، و"تفسيره" (٢/ ٣٨٣) عن معمر عن إسماعيل بن أمية به معضلًا؛ فأفسده.

وللحديث شواهد من حديث البراء بن عازب، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، ومن حديث من لم يسمَّ، ومرسل قتادة.

أما حديث البراء؛ فأخرجه القطيعيُّ في "جزء الألف دينار" (٤٥١/ ٣٠٤) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٤٤) -: ثنا محمد بن يونس الكديمي: ثنا شعيب بن بيان الصفار: ثنا شعبة: حدثني يونس الطويل جليس لأبي إسحاق الهمداني، عن البراء بن عازب به.

قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان:

الأولى: محمد بن يونس الكديمي؛ متروك متهم بالكذب.

الثانية: يونس جليس أبي إسحاق؛ مجهول.

قال الحافظ: "ومحمد بن يونس؛ فيه مقال، وقد رواه مسلم بن قتيبة -أحد الثقات- عن شعبة فلم يسمِّ الصحابي".

قلت: لو رواه مسلم بن قتيبة الثقة -إن صح السند إليه- عن شعبة تبقى جهالة يونس قائمة، وهي مما لم يتطرف لها الحافظ ألبتة وهو قصور منه - رحمه الله -.

وأما حديث جابر؛ فأخرجه ابنُ المنذر في "تفسيره"، وأبو بكر بن أبي داود في "الشريعة"، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (٢/ ٤٤) كلهم من طريق

<<  <  ج: ص:  >  >>