للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والثالث: أبو ثفال؛ فإنه أيضًا مجهول الحال كذلك، وهو أشهرهم لرواية جماعة عنه؛ منهم: عبد الرحمن بن حرملة، وسليمان بن بلال، وصدقة مولى الزبير، والدراوردي، والحسين بن أبي جعفر، وعبد الله بن عبد العزيز. قاله أبو حاتم، فاعلم ذلك".

وقال البزار، كما في "التلخيص الحبير" (١/ ٧٤): "رباح وجدته لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث، ولا حدث عن رباح إلا أبو ثفال؛ فالخبر من جهة النقل لا يثبت".

وتعقب الحافظ ابن حجر الإمامَ أحمد؛ فقال في "نتائج الأفكار" (١/ ٢٢٣): "لا يلزم من نفي العلم نفي الثبوت، وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت ثبوت الضعف؛ لاحتمال أن يراد بالثبوت الصحة، فلا ينتفي الحكم بالحسن، وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت عن كل فرد نفيه عن المجموع".

وتعقب الحافظ ابن حجر كلام ابن القطان؛ فقال في "التلخيص الحبير" (١/ ٧٤): "كذا قال؛ فأما هي؛ فقد عرف اسمها من رواية الحاكم، ورواه البيهقي أيضًا مصرحًا باسمها، وأما حالها، فقد ذكرت في الصحابة، وإن لم تثبت لها صحبة؛ فمثلها لا يسأل عن حالها" أ. هـ.

قلت: وأبو ثفال روى عنه جمع؛ كما تقدم من كلام ابن القطان، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ١٥٧ - ١٥٨)، وقال: "في القلب من هذا الحديث؛ لأنه قد اختلف عليه فيه".

قلت: وهو اختلاف لا يضر -إن شاء الله-.

وقال البزار: "مشهور".

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": "موثق".

قلت: فالعلة من شيخه رباح بن عبد الرحمن.

قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (١/ ٢٣٠): "وشيخه رباح لا نعرف عنه راويًا سوى أبي ثفال"، وفي "التقريب": "مقبول".

ثم قال: "وأما جدته فوقع في بعض طرقه أنها أسماء، وأن لها صحبة، فلم يبق في رجال الإسناد من يتوقف فيه سوى رباح، وقد تقدم النقل عن البخاري أن حديثه هذا أحسن أحاديث الباب".

وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقاته على "سنن الترمذي" (١/ ٣٨): "إسناده جيد حسن".

وخلاصة القول: إن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد صحيح ثابت -إن شاء الله تعالى-.

ولذلك قال الحافظ المنذري في "الترغيب الترهيب" (١/ ١٠٠): "وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال ... ولا شك أن الأحاديث التي ورد فيها،

<<  <  ج: ص:  >  >>