قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان".
ــ
قال البزار: "هكذا قال ابن عيينة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة.
وقال شعبة وأبو عوانة: عن عبد الملك عن ربعي بن حراش عن الطفيل أخي عائشة لأمها.
والصواب: حديث عبد الملك عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة" أ. هـ.
وقال البخاري؛ "والأول -يعني: حديث شعبة- أصح".
ونقله عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (١/ ٣٦٤) لكنه تصرف بعبارته قليلًا، فقال نقلًا عن البخاري: "حديث شعبة أصح من حديث ابن عيينة".
وقال إبراهيم الحربي في "النهي عن الهجران"؛ كما في "النكت الظراف" (٣/ ٢٩ - ٣٠): "هذا وَهمْ من ابن عيينة؛ وإنما رواه ربعي بن حراش عن الطفيل بن عبد الله بن سخبرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وقال المزي في "تحفة الأشراف" (٤/ ٢١١) بعد ذكر رواية سفيان بن عيينة: "ووهم في ذلك".
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (١١/ ٥٤٠) -بعد ذكر رواية سفيان-: "وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة بنحوه؛ أخرجه ابن ماجه.
وهكذا قال حماد بن سلمة عند أحمد، وشعبة وعبد الله بن إدريس عن عبد الملك.
وهو الذي رجَّحه الحفاظُ وقالوا: إن ابن عيينة وهم في قوله: "عن حذيفة"، والله أعلم" أ. هـ.
وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (٧/ ١٣٧ - ١٣٨): "إسناد حديث الطفيل صحيح، كما بينته في الكلام على "زوائد ابن ماجه" [(٢/ ١٥١)]، "إسناد حذيفة رجاله ثقات على شرط البخاري؛ لكنه منقطع بين سفيان وعبد الملك" أ. هـ.
قلت: وصحح حديث الطفيل على شرط مسلم في "مصباح الزجاجة" (٢/ ١٥١).
وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (١/ ٢٦٥/ ١٣٨): "هو الصواب عن ربعي عن الطفيل، ليس عن حذيفة، لاتفاق هؤلاء الثلاثة: حماد بن سلمة وأبو عوانة وشعبة عليه، فهو شاهد صحيح لحديث حذيفة" أ. هـ.
وشذ معمر بن راشد؛ فرواه عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة. فجعله من مسند جابر بن سمرة.
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (١/ ٢١٩/ ٢٣٧)، وابن حبان في "صحيحه" (١٩٩٨ - موارد).
والصواب: رواية السبعة الثقات عن عبد الملك بن عمير وجعلوه من مسند الطفيل.
قلت: ولعبد الله بن يسار راوي حديثنا هذا إسناد آخر؛ فأخرجه النسائي في