منيب العدني ثنا السري بن يحيى الشيباني عن أبي طيبة (١): أن
ــ
(٢/ ٩٢/ ١١٢٨) من طريق يزيد بن أبي حكيم كلاهما (عمرو ويزيد) عن السري بن يحيى عن أبي شجاع عن أبي ظبية به.
وأخرجه سمويه في "فوائده"، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "لسان الميزان" (٧/ ٦١) -، والشجري في "الأمالي" (٢/ ٢٨٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٤٩١/ ٢٤٩٧) بطرق عن السري بن يحيى عن شجاع عن أبي فاطمة عن ابن مسعود.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل:
الأولى والثانية: شجاع وأبو ظبية، مجهولان.
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٢/ ٢٦٥): "شجاع عن أبي ظبية عن ابن مسعود؛ قال أحمد بن حنبل: لا أعرفهما، حدث عنه الليث بن سعدة مجهول.
قلت: هو صاحب حديث "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة"، رواه عنه السري بن يحيى بإسناده مرفوعًا" أ. هـ.
قلت: وقد اختلف في اسمهما؛ فقيل: عن شجاع عن أبي ظبية، وقيل: عن أبي شجاع عن أبي ظبية -بمعجمة ثم موحدة-, وقيل: عن شجاع عن أبي فاطمة، وقيل: عن شجاع عن أبي طيبة، وسيأتي بيان هذا الاختلاف في العلة الرابعة، وبيان الراجح من ذلك.
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٤/ ٥٣٦): "أبو شجاع؛ نكرة لا يُعرف عن أبي طيبة، ومَن أبو طيبة؟! عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة" أ. هـ.
وقال أيضًا في (٤/ ٥٤٢): "أبو طيبة عن ابن مسعود - رضي الله عنه -وعنه أبو شجاع سعيد؛ مجهول" أ. هـ.
وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٣/ ٤١٣): "وشجاع مجهول العين دون الحال".
الثالثة: الانقطاع؛ قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (٣/ ١٤٧٥): "أبو طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان له حديث مرسل؛ يرويه السري بن يحيى أبو الهيثم عن شجاع عن أبي طيبة عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة" أ. هـ.
وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٣/ ٤١٣): "فقد تبين ضعف هذا الحديث من وجوه:
(١) في "هـ": "عن شجاع عن أبي طيبة"، وهو خطأ، فلم يروه ابن السني بإثبات "شجاع"؛ كما في "ل" و"م" و"تحريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (٣/ ٤١٢).