للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما جاء بك؟ "، قال: جئت يا

ــ

ولذلك قال الترمذي عقب رواية إسرائيل السابقة: "هذا أصح"؛ يعني: من رواية شعبة.

ثم قال: "وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وهذا أشبهُ وأصح من حديث شعبة. وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث".

وقال المزي في "تحفة الأشراف" (٩/ ٦٤): "والأول -يعني-: رواية زهير وإسرائيل - أصح".

وخالفهم شريك بن عبد الله القاضي، فرواه عن أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن الحارث أو الحارث بن جبلة مرفوعًا. فجعله من مسند جبلة.

أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٦٧/ ٨٠٠)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (١/ ١٦٢)، وأحمد في "مسنده"؛ كما في "إطراف المسند المعتلي" (٢/ ٢٢٠ - ٢٢١/ ٢١٣٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢/ ٢٨٧/ ٢١٩٥)، و"المعجم الأوسط" (٢/ ٢٧٥/ ١٩٦٨)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٢/ ٩٧٤/ ٢٥٠٣)، وبعضهم ذكر فروة وبعضهم لم يذكره.

قلت: لكن شريكًا هذا ضعيف؛ لسوء حفظه، وقد خالف أصحاب أبي إسحاق فيه، والقول قولهم، وروايته منكرة.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٢/ ٩٥٤/ ١٠٥٣ - بغية الباحث)، وأبو يعلى في "مسنده" (٣/ ١٦٩/ ١٥٩٦)، وابن حبان في "الثقات" (٣/ ٣٣٠ - ٣٣١)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٦/ ٢٩٨٨/ ٦٩٥١)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (٤/ ٥٩٤) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسلمي عن أبي إسحاق عن فروة به مرسلًا.

قال ابن حبان: "القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضًا؛ لأن ذلك الموضع به أشبهُ وعبد العزيز ربما وهم فأفحش".

وقال (٥/ ٢٩٧): "فروة؛ قد قيل: إن له صحبة، وقد ذكرناه في "الصحابة"، والقلب إلى تلك اللفظة ليست بمحفوظة أميل؛ إنما قالها عبد العزيز بن مسلم القسلمي".

وتعقبه الحافظ ابن حجر بما لا طائل تحته في "النكت الظراف" (٩/ ٦٤،؛ فقال: "اللفظة ثابتة وإنما سقط من رواية عبد العزيز قوله: "عن أبيه"؛ فإن ذلك محفوظ عنه وهو صحابي باتفاق".

قلت: رواية عبد العزيز هذه شاذة؛ لأن في عبد العزيز كلام، ولأنه خالف سائر أصحاب أبي إسحاق ممن رواه مسندًا، وقد بينت آنفًا أن فروة لا صحبة له وهو ظاهر رد ابن حبان لرواية عبد العزيز، فكلام ابن حبان وقصده من كلمة "هذه اللفظة"، يعني:

<<  <  ج: ص:  >  >>