وهو رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، ثم مات دخل الجنة".
ــ
صالح، ووثقه العجلي وابن خلفون، وفي "التقريب": "صدوق يتشيع" فمثله حديثه حسن -إن شاء الله- ما لم يخالف، لكن خولف علي بن قادم في حديثنا هذا؛ فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (٢/ ٩٣٥/ ٣٠٩) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (٢٨/ ٥٠٠ - ٥٠١)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٩٢) - عن حفص بن عمر عن مالك بن إسماعيل عن جعفر الأحمر عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر دعاء (سيد الاستغفار).
فقد خولف علي بن قادم في سنده ومتنه، ولا شك أن روايته ضعيفة؛ لأن مالك بن إسماعيل ثقة ثبت، وهو أوثق بكثير من على، ومما يؤكد هذا: أن جمعًا من الثقات رووا هذا الحديث عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بدعاء سيد الاستغفار؛ وليس ما فيه؛ كما عند المصنف؛ فرواية المصنف منكرة لضعفها ومخالفتها.
فأخرجه أبو داود (٥٠٧٠)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٢٠ و ٤٦٦ و ٥٧٩)، وابن ماجه (٢/ ١٢٧٤/ ٣٨٧٢)، وأحمد (٥/ ٣٥٦)، والبزار في "مسنده" (١/ ٢٧٣/ ٥٦٤ - كشف)، والطبراني في "الدعاء" (٢/ ٩٣٥/ ٣٠٩) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (٢٨/ ٥٠٠ - ٥٠١)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٢٣) -، وابن حبان في "صحيحه" (٢٣٥٣ - موارد)، والحاكم (١/ ٥١٤ - ٥١٥)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (١/ ٢٢/ ٣١)، والبغوي في "شرح السنة" (٥/ ٩٥ - ٩٦/ ١٣٠٩)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب" في "الدعاء" (٩١)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٤٦٥ - المنتقى) من طريق زهير بن معاوية وعيسى بن يونس وإبراهيم بن عيينة، ثلاثتهم عن الوليد بن ثعلبة به.
قال ابن حجر: "هذا حديث حسن صحيح، والوليد بن ثعلبة قد وثقه يحيى بن معين، وكنت أظن أن روايته هذه شاذة، وأنه سلك عن الجادة حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة عن أبيه: أخرجها ابن السني؛ فبان أن للحديث عن بريدة أصلًا".
قلت: مما سبق يتبين أن جعفر الأحمر خالف ثلاثة من الثقات في متن الحديث؛ فروايته شاذة، لكن في السند إليه من هو أضعف منه وهو علي بن قادم؛ فتعصيب الجناية به أولى، والله أعلم.