للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«جبريل» بكسر الجيم والراء، وبياء بعد الراء من غير همز، وهذه كلها لغات فيه. و «جبريل» اسم أعجمي، فمن كسر الجيم أتى به على مثال كلام العرب، فهو ك «قنديل ومنديل». ومن فتح أتى به على خلاف كلام العرب، ليعلم أنه ليس من كلام العرب، وأنه أعجمي. وكذلك فعل من همز. ومن أثبت ياء بعد الهمزة أتى به على خلاف كلام العرب، ليعلم أنه أعجمي، ليس من أبنية كلام العرب، وفيه لغات غير هذا (١).

«٥٧» قوله: (ميكال) قرأه (٢) أبو عمرو وحفص «ميكال» على وزن «مفعال»، ومثلهما نافع، غير أنه زاد همزة مكسورة بين الألف واللام، ومثله قرأ الباقون، غير أنهم زادوا ياء بعد الهمزة، وهذه القراءات لغات في هذا الاسم، وهو اسم أعجمي، غير أن من قرأه، على وزن «مفعال»، أتى به على وزن أبنية العرب، فهو مثل «مفتاح». ومن قرأه بغير ذلك أتى به على غير أبنية العرب، ليعلم أنه أعجمي، خارج عن أبنية العرب. وقولنا في قراءة أبي عمرو وحفص أنه «مفعال» تمثيل، لأنه ليس بقوي، وإلا فلا يجوز أن يكون «مفعالا»، لأنه رباعي إذ الهمزة المحذوفة يعتدّ بها، وبنات الأربعة لا يلحقها الزيادة في أولها، إلا في الأشياء الجارية على أفعالها، نحو: «مكرم، ومحسن» وليس «ميكال» من هذا الصنف، ولا يجوز أن يكون «فيعالا»، لأن هذا الوزن قد اختصّت به المصادر (٣) نحو: «القيتال، والحيقال» (٤)، وليس «ميكال» بمصدر،


(١) التبصرة ٥٢ /أ. وذكر ابن الجوزي أن في «جبريل» إحدى عشرة لغة وعدّدها انظر زاد المسير ١/ ١١٧ - ١١٩، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١١ /ب.
(٢) ب: «قرأ» ورجحت ما في: ص.
(٣) كتاب سيبويه ٢/ ٢٩١
(٤) ذكر الطبري أن «ميكال» هي لغة أهل الحجاز. وقراءة عامة قراة أهل المدينة والبصرة. وأن «ميكائيل» على مثال «ميكاعيل» هي لغة تميم وقيس وبعض نجد وقراءة عامة أهل الكوفة، انظر تفسيره ٢/ ٣٨٨، وذكر ابن منظور قوله: «وفي الصحاح حوقل حوقلة وحيقالا إذا كبر وفتر عن الجماع «انظر اللسان» «حقل».