للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنها لا تحدث في الكلام معنى غير التأكيد، فلم تعمل عمل «أن» الخفيفة.

«٦٠» وحجة من شدّد النون ونصب بها [ما] بعد «لكن»، أنه أجرى الكلام على أصله، فأعمل «لكن» لأنها من أخوات «إن»، فشدّدها على أصلها، وحاول في ذلك معنى التأكيد، الذي فيه معنى الاستدراك.

«٦١» قوله: ﴿ما نَنْسَخْ﴾ قرأه ابن عامر بضمّ النون الأولى، وكسر السين، جعله رباعيا من «أنسخت الكتاب» على معنى: وجدته منسوخا، مثل:

أحمدت الرجل، وجدته محمودا، وأبخلت الرجل، وجدته بخيلا، ولا يجوز أن يكون «أنسخت» بمعنى «نسخت»، إذ لم يسمع ذلك، ولا يحسن أن تكون الهمزة للتعدي، لأن المعنى يتغير، ويصير المعنى: ما نسختك يا محمد من آية.

وإنساخه إياها إنزالها عليه، فيصير المعنى: ما ننزل عليك من آية أو ننسخها نأت بخير منها، يؤول المعنى إلى أن كل آية أنزلت أتي بخير منها، فيصير القرآن كله منسوخا، وهذا لا يمكن، لأنه لم ينسخ إلا اليسير من القرآن. فلمّا امتنع أن يكون «أفعل» و «فعل» فيه بمعنى، إذ لم يسمع، وامتنع أن تكون الهمزة للتعدي، لفساد المعنى، لم يبق إلا أن يكون من باب «أحمدته وأبخلته»، وجدته محمودا وبخيلا. فأما من قرأه بفتح النون فهو المعنى الظاهر المستعمل، على معنى ما نرفع من حكم آية، ونبقي تلاوتها، نأت بخير منها لكم أو مثلها،