للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجماعة، وهو على الاستئناف والقطع والابتداء كالأول (١).

«٦٧» قوله: ﴿وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ﴾ قرأه نافع بفتح التاء والجزم، على النهي من السؤال عن ذلك، وفي النهي معنى التعظيم لما هم فيه من العذاب، أي: لا تسأل يا محمد عنهم، فقد بلغوا غاية العذاب التي ليس بعدها مستزاد. وقد روي أن النبي سأل: أي أبويه أحدث موتا ليستغفر له، فنزلت الآية على النهي، عن السؤال، عن أصحاب الجحيم، وروي أنه قال: ليت شعري ما فعل أبواي؟ فنزل النهي عن السؤال عنهما، فدلّ النهي على صحة الجزم. وبذلك قرأ ابن عباس، وقرأه الباقون بضمّ التاء، والرفع على النفي والعطف على (بشيرا ونذيرا) [فهو في موضع الحال تقديره: إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا] (٢)، وغير سائل عن أصحاب الجحيم. ويجوز أن يرفع على الاستئناف. والرفع هو الاختيار، لأن عليه جماعة القراء، ولأن ابن مسعود قرأه:

﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ﴾ «البقرة ٢٧٢»، وقوله:

﴿ما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ «المائدة ٩٩» ويقوّي الرفع أيضا أنه، لو كان نهيا لكان بالفاء، كما تقول: أعطيتك مالا فلا تسألني غيره. وبالرفع قرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة وابن أبي إسحاق والجحدري وعيسى بن عمر وغيرهم (٥).


(١) إيضاح الوقف والابتداء ٥٢٩، وزاد المسير ١/ ١٣٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٩ /ب، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١٣ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٨ /أ.
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) ص: «أيضا أنه لو كان نهيا لكان بالفاء لأن قبله».
(٤) تكملة مناسبة من: ص.
(٥) الحجة في القراءات السبع ٦٣. وزاد المسير ١/ ١٣٧، وإيضاح الوقف والابتداء ٥٣٠، وتفسير ابن كثير ١/ ١٦٢، وتفسير النسفي ١/ ٧٢