للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيكون المعنى، وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتغير (١) ريحه، فيكون أصل «يتسنه» «يتسنن» على «يتفعل» أيضا، ثم أبدلوا من النون الأخيرة ياء، لاجتماع ثلاث نونات، وقلبت ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، كما قالوا: تقضّيت في تقضّضت، فأبدلوا من الضاد ياء، ومنه قوله: ﴿يَتَمَطّى﴾ «القيامة ٣٣» أصله «يتمطط» ثم أبدلوا من الطاء الأخيرة ياء، لاجتماع ثلاث طاءات، وقلبت ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، ومنه قوله تعالى: ﴿وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها﴾ «الشمس ١٠» أصله «دسّسها» ثم أبدل من السين الأخيرة ياء لاجتماع ثلاث سينات، وقلبت ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فلمّا أبدلت من النون ياء، وقبلتها ألفا، حذفت الألف للجزم، فبقي «يتسن»، فالفتحة تدل على الألف المحذوفة، فلمّا كان الوقف يذهب بالفتحة، ولا يبقى دليل على الألف، أتى بهاء السّكت، لبيان الفتحة، التي على النون، والاختيار الوقف على الهاء، لأنه أصل العربية، إلا أن تقدّر أن الهاء أصلية في «يتسنه»، فيكون الاختيار إثباتها، لأنها لام الفعل، فتثبت في الوصل والوقف. وقد قيل إنه مشتق من «أسن الماء» إذا تغير، ويلزم من قال هذا أن يقرأ ﴿مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾ «الحجر ٢٦» وهو قول الشّيباني (٢) وقال أبو إسحاق (٣): معنى «مسنون» مصبوب، فلا يحسن أن


(١) قوله: «ريحه فيكون .. يتغير» سقط من: ص، بسبب انتقال النظر.
(٢) هو سعيد بن إياس، أبو عمرو، أدرك زمن النبي ولم يره، عرض على ابن مسعود، وعليه يحيى بن وثاب وعاصم بن أبي النجود، وهو عالم باللغة عالم بأيام العرب، (ت ٢٠٦ هـ) ترجم في تاريخ بغداد ٦/ ٣٢٩، وانبأه الرواة ١/ ٢٢١، وطبقات القراء ١/ ٣٠٣
(٣) هو إبراهيم بن يحيى اليزيدي، عالم بالأدب، أخذ عن أبي زيد الأنصاري والأصمعي قرأ على أبيه، وروى القراءة عنه ابنا أخيه العباس وعبيد الله ابني محمد، وله مؤلفات كثيرة، (ت عهد المأمون)، ترجم في نزهة الألباء ١٦٥، وطبقات القراء ١/ ٢٩