للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المائدة، والاختيار الجمع، لأن عليه أكثر القراء، ولأنه أدل على المعنى، لكثرة رسائل الله جلّ ذكره (١).

«٦٦» قوله: (ضيّقا) قرأ ابن كثير بالتخفيف، هنا، وفي الفرقان (٢) على حذف إحدى الياءين استخفافا واستثقالا لياء مشدّدة مكسورة.

والمحذوفة هي الثانية، لأن بها وقع الاستثقال، ولأنها قد غيّرت، فهو بمنزلة «ميت»، وقرأ الباقون بالتشديد للياء، لأنه الأصل، كميت، وأصله ياءان أدغمت الأولى في الثانية، فالأولى زائدة، والثانية عين الفعل أصلية، لأنه من «ضاق يضيق» مثل «كال يكيل»، وهو الاختيار، لأنه الأصل، ولأن أكثر (٣) القراء عليه (٤).

«٦٧» قوله: (حرجا) قرأ نافع وأبو بكر بكسر الراء، جعلاه اسم فاعل كفرق وحذر، ومعناه الضيق، كرّر المعنى، وحسن ذلك لاختلاف اللفظ، فالمعنى: يجعل صدره ضيقا، إنما يقال: فلان حرج أي آثم. وقرأ الباقون بفتح الراء، جعلوه مصدرا وصف به، ك «دنف وقمن»، قال أبو زيد:

حرج عليه السحور يحرج حرجا، إذا أصبح قبل أن يتسحّر. وحكى أبو زيد:

حرج فلان يحرج حرجا، إذا هاب أن يتقدم على الأمر، أو قاتل فصبر وهو كاره.

وقيل: من فتح جعله جمع حرجة، وهو ما التف من الشجر، وقد اختلف في فتح الراء وكسرها عند عمر بن الخطاب، فسأل ابن الخطاب رجلا من


(١) راجع سورة المائدة، الفقرة «٢٧، ٢٨».
(٢) الحرف فيها: (آ ١٣)، وسيأتي ذكره في سورة النحل، الفقرة «٢٣»، وسورة الفرقان، الفقرة «٣».
(٣) لفظ «أكثر» سقط من: ص.
(٤) الحجة في القراءات السبع ١٢٤، وزاد المسير ٣/ ١٢٠، وتفسير ابن كثير ٢/ ١٧٥، وتفسير النسفي ٢/ ٣٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٣٦ /ب.