للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جمعه، وأصله أن لا يجمع، يقال: مكن الرجل مكانه، فكأنه قال: اعملوا على حالكم وأمركم في دنياكم، على التهدد والوعيد. والتوحيد أحب إليّ، لأن الجماعة عليه، ولأنه أخف، وهو الأصل (١).

«٧٢» قوله: ﴿مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ﴾ قرأه حمزة والكسائي بالياء، ومثله في القصص (٢)، ذكّر الفعل لمّا فرّق بين المؤنث وفعله، ولأن العاقبة تأنيثها غير حقيقي، ولأنها لا ذكر لها من لفظها، وقرأهما الباقون بالتاء، على تأنيث لفظ العاقبة، وهما سواء في النظر، وقد قال الله جلّ ذكره: ﴿فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ﴾ «البقرة ٢٧٥»، وقال: ﴿قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ﴾ «يونس ٥٧»، وقال: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ «هود ٦٧»، وقال: ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ «هود ٩٤» فالقراءتان متعادلتان، والتأنيث هو الأصل (٣).

«٧٣» قوله: (بزعمهم) قرأه الكسائي بضم الزاي، وفتح الباقون، وهما لغتان مشهورتان. وقد قيل: من فتحه جعله مصدرا، ومن ضمه جعله اسما كالنّصب والنّصب (٤).

«٧٤» وقوله: ﴿زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ﴾ قرأ ابن عامر «زين» بضمّ الزاي، على ما لم يسمّ فاعله «قتل» بالرفع، على أنه مفعول لم يسم فاعله، «أولادهم» بالنصب أعمل فيه القتل، «شركائهم» بالخفض على إضافة القتل إليهم، لأنهم الفاعلون، فأضاف الفعل إلى فاعله، على ما يجب في الأصل لكنه فرّق بين المضاف والمضاف إليه، فقدّم المفعول، وتركه منصوبا على حاله، إذ (٥) كان متأخرا في المعنى، وأخر المضاف، وتركه مخفوضا، على حاله،


(١) انظر سورة يس الفقرة «١٥»، وزاد المسير ٣/ ١٢٧، وتفسير ابن كثير ٢/ ١٧٨، وتفسير غريب القرآن ١٦٠، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٣٧ /أ.
(٢) الحرف فيها (آ ٣٧) وسيأتي في سورته، الفقرة «٩».
(٣) الحجة في القراءات السبع ١٢٥
(٤) زاد المسير ٣/ ١٢٠، والقاموس المحيط «زعم».
(٥) ب: «إذا» وتصويبه من: ص.