للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حمزة (١) أنه كان يخفي التعوذ (٢)؟.

فالجواب أنه إنما كان يفعل ذلك لئلا يظن ظان أو يتوهم متوهم أنه من القرآن، أو أنه (٣) فرض لازم فتعوّذ في نفسه اتباعا لحضّ الله على ذلك.

«١٠» فإن قيل: فما وجه ما ذكرت أنه روى سليم (٤) عن حمزة أنه كان (٥) يخفي التعوذ والبسملة (٦)؟.

فالجواب أن ذلك إذا صحّ، فمعناه أنه أخفاهما لئلا يظن ظان أنهما من القرآن فاكتفى بالإخفاء عن الإظهار، ولأنه إنما يقرأ عليه القرآن، ولذلك أخفى (٧).

والتعوذ والبسملة ليسا من القرآن ففرّق بالإخفاء (٨)، بين ما ليس بقرآن وبين ما هو قرآن. وأما سائر القراء فأظهروهما إذ قد وقر (٩) في النفوس، وعلم أنهما


(١) هو حمزة بن حبيب الزيات، أحد القراء السبعة، وفي الطبقة الرابعة من الكوفيين، وثقه ابن حنبل والنسائي وابن معين (ت ١٥٦ هـ) ترجم في طبقات ابن سعد ٦/ ٣٨٥، والجرح والتعديل ١/ ٢٠٩/١، وطبقات القراء ١/ ٢٦١
(٢) التبصرة ١١ /ب، والتيسير ١٧، والنشر ١/ ٢٥١
(٣) ص: «وأنه».
(٤) ب: «سليمان» فصوب، وهو سليم بن عيسى، مقرئ ضابط، عرض القرآن على حمزة، وهو أخص أصحابه واضبطهم وأقومهم بحرفه، عرض عليه الدوري وخلف بن هشام وخلاد بن خالد وغيرهم، (ت ١٨٨ هـ) ترجم في ميزان الاعتدال ٢/ ٢٣١، وطبقات القراء ١/ ٣١٨
(٥) قوله: «أنه كان» سقط من: ص.
(٦) التبصرة ١١ /ب، والتيسير ١٧، والنشر ١/ ٢٥١
(٧) ب، ص: «جلس» ولا وجه له عندي، ورجحت ما أثبته.
(٨) ب: «بين الإخفاء» وتصويبه من: ص.
(٩) ب: «وقرت»، ص: «تقرر» وبحذف التاء الوجه.