للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المسألة في كتاب مشكل الإعراب بأشبع من هذا (١)، وتقدّم ذكر الاستفهامين في الرعد (٢).

«٦» قوله: ﴿لَنُنَجِّيَنَّهُ﴾، و ﴿إِنّا مُنَجُّوكَ﴾ قرأ حمزة والكسائي «لننجينه» بالتخفيف، وشدّد الباقون، وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي «منجوك» بالتخفيف، وشدّد الباقون. وهما لغتان قد أتتا في القرآن بإجماع، قال الله جل ذكره: ﴿فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ﴾ «الأنبياء ٧٦»، وقال: ﴿إِذْ أَنْجَيْناكُمْ﴾ «الأعراف ١٤١» و ﴿فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النّارِ﴾ «العنكبوت ٢٤»، وفي التشديد معنى التكرير (٣).

«٧» قوله: ﴿إِنّا مُنْزِلُونَ﴾ قرأه ابن عامر بالتشديد، وخفّف الباقون، وهما أيضا لغتان «نزّل وأنزل» قد أتى ذلك في القرآن كثيرا بإجماع، نحو:

﴿وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ﴾ «ق ٩» ونحو: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً﴾ «البقرة ٢٢» (٤).

«٨» قوله: ﴿ما يَدْعُونَ﴾ قرأه أبو عمرو وعاصم بالياء، ردّاه على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ﴾ «٤١»، وعلى لفظ الغيبة التي بعده في قوله: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ﴾ «٤٣»، وقرأ الباقون بالتاء، على الخطاب للمشركين، وحسن ذلك، لأن في الكلام معنى التهدد والوعيد والتوبيخ لهم، فإذا جرى الكلام على لفظ الخطاب كان أبلغ في الوعظ والزجر لهم، وهو الاختيار لأن الأكثر عليه (٥).

«٩» قوله: ﴿آياتٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ قرأه ابن كثير وأبو بكر وحمزة


(١) تفسير مشكل إعراب القرآن ١٨٠ /ب، ومعاني القرآن ٢/ ٣١٥، وإيضاح الوقف والابتداء ٣١٣، ٨٢٧، وتفسير القرطبي ١٣/ ٣٣٨، ١٦/ ٢٢٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٣ /أ - ب.
(٢) راجع السورة المذكورة، الفقرة «٥».
(٣) راجع سورة الأنعام، الفقرة «٣٤».
(٤) راجع سورة البقرة، الفقرة «٥٥».
(٥) الحجة في القراءات السبع ٢٥٥، وتفسير ابن كثير ٣/ ٤١٤، وتفسير النسفي ٣/ ٢٥٨.