للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمّا ﴿تراءى الجمعان﴾ (١) [الشعراء: ٦١] فأمال الراء منها حمزة، وأمال الراء والهمزة في الوقف حمزة والكسائي، وكلهم وقفوا بألفين بينهما همزة، إلا حمزة فإنّه خفّف الهمزة على أصله. فإذا أمال الراء وقعت الإمالة على الألف التي بعد الراء، وإذا أمال الهمزة وقعت الإمالة على الألف التي بعد الهمزة، فهذه إمالة لأجل إمالة، وكان يمدّ في هذا الموضع على تقدير ثلاث ألفات، فاعرفه، وفقك الله.

* فصل *

اختلف القراء في إمالة الألف المجهولة

التي تكون بين عين الفعل ولامه، والراء منه في محل الخفض نحو: ﴿بدينار﴾ [آل عمران: ٧٥] و ﴿بقنطار﴾ [آل عمران: ٧٥] و ﴿جبّار﴾ [هود: ٥٩] و ﴿مّن النّار﴾ [البقرة: ١٦٧] و ﴿والنّهار﴾ [الأنعام: ١٣] فأمال ذلك كله أبو عمرو، والدوريّ عن الكسائي، إلا قوله:

﴿الحمار﴾ [الجمعة: ٥] و ﴿حمارك﴾ [البقرة: ٢٥٩] و ﴿الجار﴾ في الموضعين في سورة ﴿النساء: ٣٦﴾، و ﴿الغار﴾ [التوبة: ٤٠] و ﴿هار﴾ [التوبة: ١٠٩].

*فصل*

أمّا ﴿حمارك﴾ و ﴿الحمار﴾ فأماله أبو عمرو، والدوريّ عن الكسائي، وأمّا ﴿الغار﴾ فأماله أبو عمرو، واختلف عن الدوريّ عن الكسائي، فروى الفارسي الإمالة في رواية زيد بن أبي بلال، ورواه عبد الباقي عنه من جميع طرقه بالإمالة، قال عبد الباقي: وجعله بين اللفظين خلاد (٢) ونافع.


(١) بخلاف قوله تعالى: تراءت الفئتان [٤٨] بالأنفال فلا إمالة فيها لأحد ألفها ليست أصلية بل هي زائدة وليست منقلبة عن ياء. «إبراز المعاني» (ص ٢١٧).
(٢) ومن الحرز ليس لخلاد فيه إمالة ولا تقليل بل الفتح قولا واحدا. ينظر «إبراز المعاني» (ص ٢٣٢ - ٢٣٣).

<<  <   >  >>