للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب ذكر الإدغام]

اعلم أنّ الإدغام لحروف الفم واللسان، ويقل في حروف الشفة والحلق، والإدغام تخفيف، وذلك وصلك حرفا بحرف، الأول منهما ساكن فيصيران بتداخلهما كحرف واحد مشدّد، وهو باب الإدغام، وحكمه أن يمات الحرف الأول المدغم في الثاني فيصير لفظه لفظ المدغم فيه، ولهذه العلة حذف الغنّة (١) خلف ليصحّ له الإدغام، فلو أبقى الغنة لم يصحّ له الإدغام لأن الغنة فرع النون فأذهبها ليصح الإدغام.

وقد ذكرت لك صفة الإدغام، وبقي إعلامك شرطه واختلافهم في الرّواية، وما اتفقوا عليه.

اعلم - حرسك الله - أنّ رواة الإدغام اتفقوا في الرواية أنهم إذا أدغموا الحرفين المثلين المتحركين أو المشتركين (٢) أو المتقاربين إذا كان ذلك كله من كلمتين خففوا الهمزات السواكن، وأدخلوا الحرف على ما فسّرت لك. واختلفوا في الإشارة للحرف المدغم إعرابه في حال الجر والرفع. فروى الفارسي عن المعدل، ومدين، الإشارة للحرف المدغم إعرابه، ومضى من بقي على ترك الإشارة للحرف المدغم إعرابه في حال الرفع والجر إلا أن الفارسي استثنى (٣) الباء في الباء، والميم في الميم، والفاء في الفاء، والباء في الفاء، والباء في الميم، والميم في الباء، فإنه لا يشير إلى إعراب فيهنّ.


(١) أي عند الواو والياء فقط. مثل ومن يؤت من ولي معروف ومغفرة ينظر «سراج القارئ» (ص ١٠١).
(٢) أي في المخرج وهما المتجانسان. ينظر «البيان» (ص ٣٨٧).
(٣) وهذا هو المعمول به في الحرز «سراج القارئ» (ص ٤٥).

<<  <   >  >>