ووافقه الفارسي من جميع طرقه عن مدين بتخفيف الهمزة في جميع القرآن إلاّ أربعين موضعا، منها ما رواه من طريق بن حبش ثلاثة وثلاثين همزة، وزاد ستة أسماء وفعلا، فالأسماء: ﴿بكأس﴾ [الصافات: ٤٥] و ﴿بأس﴾ [النساء: ٨٤] و ﴿الرّأس﴾ [مريم: ٤] و ﴿الضّأن﴾ [الأنعام: ١٤٣] و ﴿الذّئب﴾ [يوسف: ١٢] و ﴿وبئر﴾ [الحج: ٤٥] والفعل ﴿يألتكم﴾ في الحجرات، إلاّ أنّه روى أن مدين استثنى فخفف ﴿بكأس﴾ و ﴿الرّأس﴾ و ﴿البأس﴾، وزاد همز ﴿الذّئب﴾ حيث وقع. وروى الفارسي والمالكي أيضا عن أبي حمدون كروايته عن ابن حبش نصّا سواء.
* فصل *
في مذهب ورش في الهمز المتحرك
روى ورش ﵀ في رواية الأزرق ويونس عنه أنّه يبدل كل همزة مفتوحة تقع فاء من الفعل بحركة ما قبلها إن كان قبلها ضمة قلبها واوا، وإن كانت كسرة قلبها ياء نحو: ﴿يؤاخذ﴾ [النحل: ٦١] و ﴿يؤخّر﴾ [المنافقون: ١١] وما اتّصل بهما من مكنيّ نحو: ﴿يؤاخذكم﴾ [البقرة: ٢٢٥] و ﴿يؤخّركم﴾ [إبراهيم: ١٠] و ﴿فليؤدّ﴾ [البقرة: ٢٨٣] و ﴿أن تؤدّوا الأمانات﴾ [النساء: ٥٨] و ﴿يؤدّه﴾ [آل عمران: ٧٥] و ﴿ولا يئوده﴾ [البقرة: ٢٥٥] و ﴿يؤيّد بنصره﴾ [آل عمران: ١٣] و ﴿يؤلّف﴾ [النور: ٤٣]، و ﴿مّؤجّلا﴾ [آل عمران: ١٤٥] و ﴿والمؤلّفة قلوبهم﴾ [التوبة: ٦٠] و ﴿مؤذّن﴾ [يوسف: ٧٠] وهمز ﴿فؤادك﴾ [هود: ١٢٠] و ﴿فؤاد﴾ (١)[القصص: ١٠].
(١) (فؤادك - فؤاد) لا إبدال فيهما لورش من طريق الأزرق قال ابن القاصح: إن ورشا لا يبدل الهمزة في مثل ذلك إلا بثلاثة شروط. أن تكون الهمزة مفتوحة - وأن يقع قبلها ضم - وأن تكون فاء الفعل،