للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[كلمة موجزة عن نشاة القراءات]

نزل القرآن الكريم على النبي في مدة ثلاثة وعشرين عاما وكان النبي يتلو ما نزل عليه على أصحابه في الصلاة وغيرها فكانوا يحفظونه ويعملون به، فتعلموا القرآن والعمل جميعا (١) ومن هنا نعلم أن نشأة القراءات وبدايتها كانت مع بداية نزول القرآن الكريم إلى نهايته حيث كانت تلاوته بحروف شتى، فمن الصحابة من أخذ القرآن عنه بحرف واحد ومنهم من أخذ عنه بحرفين ومنهم من زاد على ذلك.

وكان أخذهم عنه طبقتين:

١ - طبقة أخذت عنه مباشرة كابن مسعود الذي أخذ من فم النبي بضعا وسبعين سورة (٢).

٢ - وطبقة أخذت عن الصحابة كابن عباس، وعبد الله بن السائب وغيرهما، واستقر أمر القراءة على ما ثبت في العرضة الرمضانية وهي العرضة الأخيرة قبل وفاته بتبقية ما لم تنسخ تلاوته.

ولما توفي وقاتل الصحابة أهل الردة وقتل من حفظة القرآن كثيرا رأى أبو بكر وعمر أن يجمع القرآن في مصحف واحد وتفرقوا في الأمصار في كل مصر وقرؤوا بما تلقوه من الوجوه واللهجات ووقع الخلاف بين الناس في القراءة فأفزع الأمر الخليفة الشفيق عثمان فنسخ من المصحف الذي جمعه مصاحف وبعث


(١) مقدمة القرطبي (١/ ٣٩).
(٢) انظر «فتح الباري» (٩/ ٣٩).

<<  <   >  >>