للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها إلى الأمصار وجمع المسلمين عليها ومنع من القراءة بما خلاف ضبطها وساعده على ذلك زهاء اثني عشر ألفا من الصحابة والتابعين.

وأتبعه على ذلك جماعة المسلمين بعده (١). لذلك حين بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار أرسل مع كل مصحف قارئا يوافق قراءته أهل المصر على ما أقرأهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين.

[كيفية اختيار القراء العشرة]

لما كثر الرواة عن الأئمة من القراء وكثر اختلافهم في العصر الثاني والثالث ولقلة الضبط وقصر الهمم أراد الناس أن يقتصروا على إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل. وحسن الدين وكمال العلم ولم يختلف على قراءته اثنان، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان مصحفا إماما هذه صفته بمعنى أن تتوفر فيه هذه الشروط التي وضعت أساسا لتكون في الاختيار (٢). فاشتهر القراء العشرة بعضهم من التابعين وتابعي التابعين الذين كرسوا حياتهم وقصروها على قراءة القرآن وضبطه وتحرير أوجهه وقراءاته وبذلك نسبت القراءة إليهم فقيل قراءة فلان كذا، وقراءة فلان كذا، فاشتهرت عنهم القراءة في كل وقت وزمان، قال الحافظ ابن الجزري نقلا عن الحافظ ابن العلاء في خطبة كتاب الغاية له: أما بعد: فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق، ثم ذكر القراء العشرة المعروفين (٣).


(١) «الإبانة عن معاني القراءات» (٢٢ - ٢٣).
(٢) «الإبانة» (٦٣).
(٣) «النشر» (١/ ٣٨).

<<  <   >  >>