للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنقص خزائنه، ولا تنفد مواهبه، ولا تردّ عزائمه، ولا تحصى عجائبه، الّذي أذل الجبارين بعزته، وقمع المتكبرين بسلطان ملكوته، وقهرهم ببقائه وديموميته، فالخلق له داخرون، ومن بعد موتهم إليه راجعون.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ادخرتها لوفاتي، وأختم بالإقرار بها آخر حياتي، شهادة معترف بأن الله وليّه ومولاه، ولا خالق له سواه، وأشهد أنّ محمدا عبده المصطفى، ورسوله المرتضى، بعثه بكتابه الناطق، ووحيه الصادق، ونوره الساطع، وبرهانه اللامع، وحججه القواطع، والناس في ظلمات الجاهلية وضلالتها، تعبد أصنامها وأوثانها، وتستقسم بأزلامها، فقطع به العذر، وأثبت به الحجّة، وهدى به من العمى، وبصّر به من المحجة، وأكمل به الإيمان، وعصم به من الطغيان، وحسم به سلطان الضّلالة، وأخمد به نار الجهالة، وأظهر به الحق، وأمات به الكفر والفسق، أكرمه بالروح الأمين والكتاب المستبين، وختم به النبيين، وتمم به عدد المرسلين، خليفته على عباده، وأمينه في بلاده، سراج لمع ضوؤه، وشهاب سطع نوره، بعثه بالآيات، وأنزل عليه المحكمات، فصدع (١) بما أمر، وبلّغ ما به أرسل، وقام بما حمّل، حتى أذعن الخلق لله بالربوبية، وأقروا له بالوحدانية، اختصه بالقرآن العظيم، والذكر الحكيم، والسنة العادلة، والشريعة الفاضلة، والدرجة العليا، والطريقة المثلى فصلى الله عليه بكل منقبة من مناقبه، وضريبة من ضرائبه، ومتصرفات مذاهبه، وفي كل حال من حالاته، وساعة من ساعاته، ومقام (٢) من مقاماته، أفضل ما صلّى على نبي من أنبيائه، وعظّم برهانه، وأظهر في القيامة نوره وشانه، وكرّم مثواه، وأجزل له عطاه وبلّغه منه مناه، وأنجز له ما وعده


(١) صدع الزجاج ونحوه صدعا كسر والأمر بينه وجهر به ومنه قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر «المعجم الوجيز» (٣٦١).
(٢) المقام: المكان «التفسير الواضح» (٣/ ٦٩).

<<  <   >  >>