للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذَكَرَ الدارقطني أنَّ هذا هو المحفوظُ عن الزهري (١).

والخلافُ في متنِه كثيرٌ (٢).


= قلت: وتابعه: عبد الله بن وهب، أخرجه من طريقه ابن المظفر البزاز في غرائب مالك (ص: ١٧١) (رقم: ١٠٥)، وأبو أحمد الحاكم في عوالي مالك (ص: ١٠١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٩٢)، وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ١٠٠)، ولم يذكر أول الحديث.
(١) ذكر الدارقطني هذا الحديث في العلل (٩/ ٢٢٥ - ٢٣١)، ولم أجد الكلام الذي ذكره عنه المصنف.
وقال محمد بن المظفر الحافظ: "حديث أبي سلمة في الموطأ مرسل، وحديث حميد بن عبد الرحمن متصل". غرائب مالك (ص: ١٧٢).
قلت: كذا قال، وتقدّم أنَّ من رواة الموطأ من رواه بالوجهين، والذي يظهر أن أحسن الروايات في ذلك رواية جويرية: إذ جمع الحديث عن أبي سلمة وحميد، وفصل أوله وهو قوله: "كان يرغب في قيام رمضان … "، فأرسله، ووافقه على الجمع بين حميد وأبي سلمة عبد الله بن وهب، وذكر في روايته المقدر المتفق على رفعه، ورواه بعضهم عن حميد وحده مرفوعا، وبعضهم عن أبي سلمة وحده مرفوعًا، وآخرون عنه مرسلا.
والصواب أن الرواية موصولة عن مالك من كلا الطريقين، متنها مرفوع بكامله، أوله وآخرَه، ورواية جويرية تؤيّد رواية يحيى بن يحيى الليثي ومن تابعه في رفع طريق أبي سلمة، ويحيى قد توبع في رفع الحديث كله عن مالك، تابعه معن، وهو من أوثق أصحاب مالك، وكذا عبد الرزاق، وابن بكير، وعثمان بن عمر، ورواية عن ابن القاسم، وغيرهم.
ودافع ابن عبد البر على رواية يحيى، ورجّحها من بين سائر الروايات، وذكر أيضًا أن بعض أصحاب الزهري رووه كرواية يحيى عن مالك، ثم قال: "وهذا كله يشدّ ما رواه يحيى، ولعمري لقد حصلت نقله عن مالك، وألفيته من أحسن أصحابه نقلا، ومن أشدّهم تخلصًا في المواضع التي اختلف فيها رواة الموطأ، إلَّا أنَّ له وهمًا وتصحيفًا في مواضع فيها سماجة". انظر: التمهيد (٧/ ٩٥ - ١٠٣).
(٢) الخلاف في متنه بين أصحاب الزهري، وأصحاب أبي سلمة بن عبد الرحمن، ولم يُختلف في ذلك على مالك، انظر: علل الدارقطني (٩/ ٢٢٥)، التمهيد (٧/ ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>