والذي اختاره الخطيب البغدادي والقاضي عياض وابن الأثير والنووي وابن حجر أنهما رجل واحد. انظر: الأسماء المبهمة (ص: ٦٥)، شرح صحيح مسلم (٥/ ٦٨)، نظم الفرائد (ص: ٧٦)، فتح الباري (٣/ ١٢١). وجزم ابن حبان في الثقات (٣/ ١١٤) بأنهما رجلان، وكذا ابن خزيمة كما سيأتي. وذكر ابن عبد البر والقرطبي أنهُ يُحتمل أن يكون ذو اليدين هو الخرباق، ويحتمل أن يكون رجلين. انظر: التمهيد (١/ ٣٦٣)، المفهم (٢/ ١٨٨). قال ابن حجر: "وذهب الأكثر إلى أن اسم ذي اليدين الخِرْباق -بكسر المعحمة وسكون الراء، بعدها موحدة، وآخره قاف- اعتمادا على ما وقع في حديث عمران بن حصين عند مسلم ولفظه: "فقام إليه رجل يقال له الخرباق وكان في يده طول"، وهذا صنيع من يوحد حديث أبي هريرة بحديث عمران وهو الراجح في نظري، وإن كان ابن خزيمة ومن تبعه جنحوا إلى التعدد، والحامل لهم على ذلك الاختلاف الواقع في السياقين". الفتح (٣/ ١٢١). (١) وهو قول سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وموسى بن عقبة، وغيرهم. انظر: السيرة النبوية لابن هشام (١/ ٧٠٧)، السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٣٦٦)، التمهيد (١/ ٣٦١)، نظم الفرائد (ص: ٦٥). (٢) سيأتي الكلام على زمن إسلام أبي هريرة وقدومه المدينة (٣/ ٥٢٨). (٣) وأنكره عليه جمهور أهل العلم كالإمام الشافعي وأحمد، وغيرهما. قال ابن عبد البر: "لا أعلم أحدا من أهل العلم والحديث المنصفين فيه عوّل على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين، لاضطرابه فيه، وأنه لم يتم له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إمامًا عظيمًا في هذا الشأن، فالغلط لا يسلم منه أحد، والكمال ليس لمخلوق، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي ﷺ، فليس قول ابن شهاب أنه المقتول يوم بدر حجة؛ لأنَّه قد تبين غلطه في ذلك". التمهيد (١/ ٣٦٦)، وانظر: فتح الباري لابن رجب (٩/ ٤١٤). =