للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال ابن عبد البر: "وهو خطأ، وإنما يُحفظ عن الزهريّ عن أبي بكر بن عبد الرحمن، لا عن أبي سلمة".
قلت: فإذا رجع الحديث لإسماعيل بن عياش فهو معل بمخالفة مالك وغيره عن الزهريّ (خاصة) عن أبي بكر مرسلا، كما ذكر محمَّد بن يحيى الذهلي فيما نقله عنه ابن الجارود.
وأشار إلى ذلك العقيلي فقال بعد إخراج رواية إسماعيل: "رواه مالك ويونس بن كيسان عن الزهريّ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن النبي نحوه مرسلًا". الضعفاء (١/ ٨٩).
ووجدت متابعًا لإسماعيل بن عياش، وهو الإمام شعبة، لكن في الإسناد إليه نظر.
أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (١٦/ ١٩٨) من طريق أبي قرصافة محمَّد بن عبد الوهاب العسقلاني، عن يحيى بن آدم، عن شعبة، به.
ومحمد بن عبد الوهاب ذكره الذهبي في المقتنى في سرد الكنى (٢/ ٢٣)، ولم يذكر فيه شيئًا.
والصواب أن إسماعيل انفرد بهذه الرواية، وخولف في ذلك، فرواه مالك كما تقدّم مرسلًا، وتابعه على الإرسال:
١ - يونس بن يزيد، أخرجه من طريقه أبو داود في السنن (٣/ ٧٩٢) (رقم: ٣٥٢١)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٦٥).
٢ - صالح بن كيسان، ذكره الذهلي كما تقدّم، وابغ عبد البر في التمهيد (٨/ ٤٠٦).
٣ - معمر بن راشد، ذكره ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٤٠٦).
ورجّح العلماء حديث مالك ومن تابعه، وتقدّم قول الذهلي، وأن هؤلاء هم المقدّمون في الزهريّ. وقال أبو داود: "وحديث مالك أصلح"، كذا في السنن (٣/ ٧٩٣)، وفي تحفة الأشراف (١٠/ ٤٢٨): أصح.
وقال أبو حاتم وأبو زرعة: "الصحيح عندنا من حديث أبي بكر بن عبد الرحمن عن النبي مرسل". علل الحديث (١/ ٣٨٩).
قلمت: ولعل الخطأ في حديث الزبيدي وموسى بن عقبة من إسماعيل بن عيش، ومدار الإسنادين عليه، فأما روايته عن موسى بن عقبة فهي ضعيفة؛ لأن موسى بن عقبة حجازي، وإذا روى إسماعيل عن غير الشاميين ضعّف.
قال ابن حجر: "صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلّط في غيرهم". التقريب (رقم: ٤٧٣).
وأما روايته عن الزبيدي فهي من باب روايته عن أهل بلده، لكن إسماعيل لم يكن بذاك المثبت الثقة الذي يُقبل تفرّده، لذا قال فيه ابن حجر صدوق في روايته عن أهل بلده، وقد أشار الدارقطني إلى إعلال الحديث به فقال: "إسماعيل بن عياش مضطرب الحديث، ولا يثبت هذا عن الزهريّ مسندا، إنما هو مرسل". السنن (٣/ ٣٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>